انطلقت أعمال المؤتمر الدولي "16 عامًا على حصار غزة.. التداعيات والآفاق"، صباح اليوم الإثنين في مدينة غزة.
وشارك في المؤتمر الذي نظّمه مجلس العلاقات الدولية بالتعاون مع لجنة متابعة العمل الحكومي، لفيف من المسؤولين والمختصين والإعلاميين والمؤسسات ذات الصلة.
وفي كلمة له خلال المؤتمر، أكد رئيس مجلس العلاقات الدولية د. باسم نعيم، على أهمية المؤتمر، شاكرًا للجنة متابعة العمل الحكومي برئاسة د. عصام الدعليس، تعاونهم لإنجاز المؤتمر.
وأكد نعيم أنّ الحصار خلق أزمة في شتى المجالات بغزة، ولم يمنع أحد الاحتلال من ارتكاب جرائمه، ولم يُلاحقه المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أنّ التقارير الأممية وبشكل متواصل تؤكد عنصرية الاحتلال، وتُوثّق جرائم الحرب، وانتهاكاته ضد حقوق الإنسان.
وشدّد على أنّ الحصار المفروض على غزة جريمة بالمعنى القانوني والسياسي والإنساني، ويجب تظافر الجهود في الداخل والخارج لإنهائه وتحقيق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأشار نعيم إلى أنّ الحصار على غزة يُشكّل وصمة عار على جبين الإنسانية، مشددًا على أنّ هذا الحصار يجب وضع حدٍّ له.
بدوره قال نائب رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي بغزة محمد الفرا، إنّ قطاع غزة من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في العالم، 2 مليون و300 ألف نسمة يعيشون في شريط ساحلي ضيق مساحته 365 كيلومترًا مربعًا، وهذا الأمر يتم في ظل ندرة الموارد ومحدوديتها بغزة.
وأكد الفرا أنه بدعم من الرباعية الدولية دام الحصار على غزة 16 عامًا، وقد جاء عقابًا لهذا الشعب، بعد الانتخابات التشريعية التي أُجريت بحضور مراقبين دوليين وبعد عرس ديمقراطي مارسه الشعب الفلسطيني.
ونوَّه إلى أنه كان هناك حصار مالي من خلال منع التحويلات والمنح، ولا زال هناك قيود على الحوالات المالية من المواطنين لأهاليهم، وهذا من ضمن الحصار، إضافة إلى القيود المفروضة على إدخال البضائع بغزة بحجة الاستخدام المزدوج لأغراض عسكرية.
وفي شأن ذي صلة أكد الفرا أنّ العجز في الطاقة الكهربائية بسبب الحصار وصل بغزة لـ 50 بالمائة.
وأكد وكيل وزارة التنمية الاجتماعية غازي حمد خلال كلمه له في المؤتمر، أنّ الحصار الإسرائيلي على غزة هو جزء من الاحتلال البشع الذي خلق حياة مليئة بالضغط والتوتر، بالإضافة لمنع الاحتلال أن يكون هناك اقتصاد قوي في غزة بالرغم من وجود إمكانات وقدرات جديدة لدى أبناء الشعب في غزة؛ لكنه يريد أن يهدم هذا الجيل.
من ناحيتها أشارت الناشطة الشبابية والإعلامية ربا العجرمي، خلال المؤتمر أنّ الجهات الدولية لا تقوم بخطوات فعلية لإنهاء الحصار والذي سبّب تداعيات إنسانية خطيرة، وانعدامًا للفرص، وركودًا للاقتصاد، وتزايُدًا في معدلات البطالة.
وأشارت أنّ من بين 100 شابٍّ وشابة بغزة عاطل عن العمل هناك 18 من حملة الشهادات العُليا فهذه الشريحة تتعرض لانتهاكات في كلّ الحقوق الأساسية بجانب الحصار الذي عزَّز الانقسام وحرمهم من فرصة المشاركة السياسية.
وقالت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز، في كلمة لها إنّ الاحتلال يقمع أيّ نوع من أنواع الهوية الفلسطينية، بجانب حصاره الذي يُمثّل عقابًا جماعيًّا بحقّ الشعب الفلسطيني، داعية المجتمع الدولي ألا يقفَ بوجه الحصار رغم اعترافه بعدم قانونيته.