يؤمن الشاب يزن عبد الهادي بأن الشباب الفلسطيني عمومًا يستحق التتويج، وأن العشرات منهم ينتظرون استحقاق الفوز بلقب شخصية العام الشبابية الذي تحصل عليه هذا الشهر.
واختارت مؤسسة سيدة الأرض في مؤتمرها السنوي الخامس عشر "القدس بوصلة الأحرار" الشاب عبد الهادي "29 عاما" شخصية العام للقيادة الشابة.
وعبد الهادي من مدينة نابلس، حاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة النجاح الوطنية، تخصص العلوم السياسية، وهو مدرب مختص في فنون الخطابة والتواصل الهادف والفعال وإدارة الفعاليات، ومحكم دوري في العديد من المسابقات الجامعية التي تركز على الريادة والإبداع.
وبكلمات مفعمة بالطاقة عبر عبد الهادي عن مشاعره وسعادته باللقب الذي ناله بفضل نشاطه الشبابي وقيادته لعدد من المبادرات التي تسعى لتمكين الشباب ودمجهم في العمل المجتمعي.
ويقول عبد الهادي لصحيفة "فلسطين"، إن قيادته لفريق مبادرة "ع الأرض" الساعية لمجابهة الاستيطان وتعزيز الصمود الفلسطيني لاقت دعمًا ومساندة شبابية كبيرة، "وكانت عاملا أساسيا لتأهلي لنيل لقب شخصية العام – نموذج القيادات الشابة من مؤسسة سيدة الأرض".
ويشير إلى أن مبادرة "ع الأرض" تسعى لتحقيق الاستدامة في المشاريع التي تدعمها لمواجهة الاستيطان في كل أنحاء الوطن.
ويوضح أن المبادرة قائمة على تعزيز صمود المواطن الفلسطيني فوق أرضه، حيث يعمل مع المئات من المتطوعين الشباب من جميع المحافظات على تنفيذ أنشطة نوعية ومستدامة في مختلف المناطق المهمشة والمهددة بالاستيطان.
واستذكر عبد الهادي إحدى المبادرات نفذها برفقة مجموعة من الشاب الذين ربطوا الليل بالنهار من أجل إسعاف مشروع مزرعة الحصاد المائي في قرية بيت دجن شرق مدينة نابلس، الذي دمر المستوطنون بنيته التحتية، فعمل الفريق على إعادة تأهيله في زمن قياسي.
ويقول إن ما فعله الشباب مع هذا المشروع "دليل على أن للحكاية بقية وأننا سنكتب نجاحا ليولد نجاح".
وتكمن أهمية المشروع في كونه يعمل على تجميع مياه الأمطار واستغلالها لتطوير وتوسيع النشاط الزراعي في القرية المهددة بفعل المستوطنات المحيطة بها التي يمنع الاحتلال تمديدات المياه والبنية التحتية فيها، الأمر الذي يساهم في توسيع رقعة الأراضي الزراعية في المنطقة، وبالتالي حمايتها من خطر الاستيطان والتهويد.
ويبين عبد الهادي أن فكرة المشروع "تقوم على جمع مياه الأمطار من خلال بركة مائية كبيرة ومبطنة بألواح بلاستيكية عالية الكثافة للحفاظ على الماء من التسرب، ومغطاة بنوع من الفطريات لحمايته من التبخر، إضافة إلى بركة ترسيب تنظف الماء من العوالق والأوساخ للاستفادة من السيول الجارية على المنحدر الجبلي، التي تصب في النهاية في البركة المائية، ويتم ضخ هذه المياه لري المزروعات داخل البيوت البلاستيكية وحولها من خلال مضخة ميكانيكية تعمل بالكهرباء النظيفة".
يؤكد شخصية العام الشبابية أن بعض التجارب والمبادرات كانت علامة فارقة في حياته المهنية والشخصية، وتتملكه السعادة والفخر عند لحظة الإنجاز، "وما لا يدركه المستوطنون أننا شعب حي، نزرع أحلامنا ونرويها، ونبني أحلامنا بأيدينا وأن إصرارنا وطموحنا سقفهما السماء".
ويوجه نصيحة للشباب الفلسطيني بالتأكيد أن "الفرص من نصيب المجتهد"، مشيرًا إلى الحياة تحت الاحتلال تتطلب من الشاب جهدًا مضاعفًا ليتمكن من انتزاع فرصة نجاحه وعلو نجمه، "وبناء النجاح لا يتم بمعزل عن صقل المهارات وتوظيف العلم والمعرفة بما يؤهلك من الاستفادة من الفرصة المتاحة، ومؤكدًا أهمية العمل الجماعي في إرساء النجاح".
ويعرب عبد الهادي عن امتنانه لمؤسسة "سيدة الأرض" لتسليطها الضوء على ملف القيادات الشابة، وهو ما على المؤسسات الفلسطينية الالتفات له بشكل أكبر، لما يشكله من أهمية في دعم وتطوير قدرات الشباب الفلسطيني.
وتحدث عن أهمية الأيدي الداعمة في إعطاء الشباب فرصة في مراكز القيادة، داعيًا المسؤولين وأصحاب القرارات لاتخاذ زمام المبادرة ومنح الشباب دورهم في صناعة القرار وإسنادهم بشكل فعلي وحقيقي على أرض الواقع.
وتابع عبد الهادي: "على المؤسسات استثمار مهارات الشباب والتي من المهم أن تأتي لصالح تعزيز الثبات الفلسطيني"، مؤكدًا على أن هذه المهارات إن لم توظف في دعم الصمود على الأرض؛ فإنها تذهب سدى.