نظمت الكتلة الإسلامية في جامعة القدس ندوة حوارية بعنوان "من جوا الزنزانة"، نصرة للأسرى في سجن الاحتلال ودعمًا لذويهم.
واستضافت الكتلة الإسلامية عدداً من الأسرى المحررين والأسيرات المحررات، بينهم علاء الأعرج ومقداد القواسمة وغفران زامل و علا مرشود، و المرابطة المقدسية هنادي الحلواني.
وقال الأعرج إن الوضع الطبيعي للتعامل مع الاحتلال هو أن نقول له لا، وهذه الفكرة يجب أن تكون حاضرة في كل المجالات السياسية والاجتماعية لأي شعب تحت الاحتلال وفي مقدمتها الأسر والاعتقال.
وأضاف أننا بإعلاننا عن الإضراب عن الطعام قلنا للاحتلال لا، لا للاعتقال الظالم ولا للاعتقال الإداري، ولم يكن لدينا حل آخر.
وأكد الأعرج أن شعبنا يخضع لتراكم مركّب من القهر والظلم عبر عشرات السنوات، وذاكرتنا مليئة بالقهر والمآسي والظلم، ومنها عدد كبير من الأسرى الذين تراكم عليهم الظلم بطريقة ملفتة، ومنهم من أمضى 12 عاما في الاعتقال الإداري، ومنهم من لم يعش مع أسرته خلال 20 عاما سوى عدة شهور.
ولفت إلى أن الحياة الاجتماعية والأسرية للأسرى الإداريين صعبة جدا، حيث أن نجله والذي يبلغ من العمر 6 سنوات اليوم، لم يعش إلى جانبه سوى عام وستة شهور.
مضيفا: ولد وأنا في التحقيق، خرجت بعد ذلك وعشت معه 6 شهور وانا أحاول بكل جهد إقناعه بأني والده، ثم اعتقلت مرة اخرى ل20 شهرا، وخرجت ل10 شهور ليعاد اعتقالي وأدخل الإضراب عن الطعام، ويفرج عني اليوم وطفلي يقول لجده أبي، ويقول لي حتى اليوم أحب جدي أكثر منك".
وأوضح الأعرج أن المعتقل الإداري يواجه عادة صعوبة كبيرة في تشكيل حياة الأب مع أطفاله بسبب التغييب المتواصل له عن أطفاله.
وشدد على أن الحياة الحقيقية للفلسطيني مع هذا الاحتلال هو المواجهة، والتي قد تودي به إلى الاعتقال والتشريد او الاستشهاد.
بدورها قالت المرابطة والمعلمة في مدارس المسجد الأقصى المبعدة عن الأقصى هنادي حلواني إنها اعتقلت ل66 مرة، وأبعدت عن الأقصى لمدة تجاوزت ال9 سنوات ونص.
وأوضحت حلواني أنه الاعتقالات العديدة تعرضت للاعتداء الجسدي عليها من قوات الاحتلال والتنكيل بها أمام زوجها وأبناؤها الشبان، لافتة إلى أنها اعتقلت مرات عديدة من المنزل منتصف الليل وأخرى من الشارع أو من داخل المحكمة أو على حاجز عسكري.
وأشارت إلى أنها باتت تخشى الاعتقال في أي لحظة، ولذلك لا بد من أن تكون مهيأة للاعتقال في أي لحظة ومن أي مكان تتواجد فيه.
ورغم ما تتعرض الأسيرات في سجون الاحتلال، قالت حلواني إنها تواصل مسيرتها في الرباط ورفض الاحتلال والاستمرارية في العمل، مضيفة: "أقول جملة واحدة وراء كل مرابطة رجل عظيم يساندها ويقف إلى جانبها، وجيشي كان زوجي".
وأضافت أن المقدسيات يواجهن أخطارا مضاعفة غير الأسر، حيث أن كل حياتها مرتبطة بالواقع الاحتلالي، فلا تتمكن العلاج او السفر او الحركة دون موافقة الاحتلال.
وأضاف الأسير المحرر مقداد القواسمي إنه واهم من يظن أنه يمكن أن يكون هناك سلام أو تطبيع مع الاحتلال، فلا يوجد أي تأقلم بين الشعوب والمحتلين.
ودعا لزراعة ثقافة وفكر مقاومة المحتل بين الشعب، حتى تؤكد أن هذا الاحتلال لن يعيش حالة سلمية هادئة، والحالة الثورية لشعبنا هي الحالة السليمة.
وأكد ضرورة وجود الإعلام المقاوم والمدافع عن الأسرى والحركة الأسيرة، ومواجهة بروبوغاندا الاحتلال، إلى جانب الحاضنة الإجتماعية والوقفات الشعبية هي وسيلة ضغط كبيرة على الاحتلال.
وبيّن القواسمي أنه واجه الاعتقالات منذ كان عمره 18 عاما، واعتقالات متواصلة وغرامات باهظة جدا أرهقته والعائلة، واعتقالات إدارية انتقامية ظالمة دون تهمة، فقط هدفها التنكيل، وكل ذلك دفعه لإعلان الإضراب عن الطعام.
بدورها، وجهت الأسيرة المحررة غفران زامل تحية زوجها الأسير حسن سلامة لجامعة القدس وكتلتها، موضحة أن أسوار هذه الجامعة كانت يوما ما في عام 1996 ملاذا آمنا له من الاحتلال.
وأضافت زامل أن زوجها الأسير تعرض للعزل الإنفرادي ل10 سنوات، في محاولة لإبعاده عن إخوانه الأسرى، كانت رسالة حسن أننا ننتزع حقنا في هذه الحياة انتزاعا، وفي كل مرحلة من مرحلة حياتنا نقول لا للاحتلال.