يتطلع اللاجئون الفلسطينيون في مخيم برج البراجنة بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، إلى إعادة ترميم مئات المنازل الآيلة للسقوط منذ سنوات، وسط مخاوف شديدة بدأت تداهم اللاجئين في المخيم مع بدء فصل الشتاء.
وتسكن مخيم برج البراجنة أُسر تعود أصولها إلى بلدة ترشيحا في شمالي فلسطين، ويشكل أفرادها حوالي 40 بالمئة من سكان المخيم، وقد هجروا منازلهم وأراضيهم تحت وقع المجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية، والتي تسببت بتهجير أكثر من 900 ألف فلسطيني من وطنهم إلى دول الجوار والشتات عام 1948.
ويبلغ عدد سكان مخيم برج البراجنة الذي أقيم على مساحة 104 دونمات، ما يزيد على 18 ألف لاجئ فلسطيني، وهو من أكبر المخيمات في العاصمة بيروت، ويقع على الطريق الرئيس المؤدي إلى مطار بيروت الدولي.
معاناة متراكمة
وأكد الناشط في الدفاع عن حقوق اللاجئين، بديع الهايط، أن معاناة اللاجئين في مخيم برج البراجنة كبيرة وصعبة جدًا تبدأ من الأوضاع الاقتصادية السيئة، خاصة أن اللاجئين ممنوعون من العمل في العديد من المهن، ومحرومون من حقوقهم الاجتماعية ومن أي ضمان اجتماعي.
وقال الهايط لصحيفة "فلسطين": إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تتهرب من مسؤولياتها من خلال تقليص الخدمات التعليمية والصحية، حتى على صعيد بناء المنازل وترميمها، محمِّلًا إياها المسؤولية عن المعاناة المتراكمة لدى لاجئي البراجنة.
وأضاف أن عجلة إعادة ترميم المنازل الآيلة للسقوط تسير من خلال "أونروا" ببطء شديد، وهذا الأمر يشكل خطرًا على سكان المخيم، مشيرًا إلى أن عددًا من المنازل في المخيم سقطت على رؤوس ساكنيها.
وذكر أن قرابة ألف منزل بحاجة إلى ترميم في مخيم برج البراجنة، بينها 250 منزلاً على الأقل بحاجة ماسة إلى ترميم عاجل خشية سقوطها فوق رؤوس ساكنيها.
ولفت أن "أونروا" لديها حزمة كاملة من المنازل التي بحاجة إلى إعادة ترميم في مختلف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، لكنها تخصص جزءًا يسيرًا لمخيم برج البراجنة.
وشدد على أن اللاجئين في مخيمات لبنان صامدون رغم صعوبة الحياة هناك، والمعاناة المضاعفة التي يمرون بها، مبينًا أن البطالة بين اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات وصلت إلى أرقام وخيمة وتعدت نسبتها 75 بالمئة.
وطالب الهايط "أونروا" والاتحاد الأوروبي وجميع الجهات المانحة بـ "الوقوف عند مسؤولياتها لإغاثة وحماية اللاجئين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ويعيشون حياة "غير كريمة" في منازل لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء".
وكان اللاجئون في مخيم برج البراجنة، خاصة من أصحاب المنازل المتصدعة والآيلة للسقوط، طالبوا خلال وقفة شاركوا فيها أمام مكتب تابع لوكالة "أونروا"، الجمعة الماضية، بضرورة توفير ميزانية عاجلة للمنازل المهددة في المخيم.
وبحسب معطيات وكالة الغوث الأممية، فإن قرابة 7 آلاف بيت في مخيمات اللاجئين بلبنان بحاجة إلى ترميم، في حين يرجع مسؤولون في "أونروا" التأخر في ذلك إلى عدم توفّر التمويل الذي يجب أن تقدمه الدول المانحة لمشاريع الترميم، ولا تغطيه الموازنة العامة للوكالة.
ناقوس خطر
من جهته، أكد المدير العام للهيئة "302" للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي، وجود مخاطر كبيرة تهدد اللاجئين في مخيم برج البراجنة وغيره أيضًا من مخيمات اللاجئين في لبنان بسبب وجود منازل آيلة للسقوط، ومنها مخيمات: عين الحلوة، الرشيدية، والبداوي.
وأضاف هويدي لصحيفة "فلسطين": أن حلول فصل الشتاء يدق ناقوس الخطر بشأن أصحاب المنازل الآيلة للسقوط والذين تزداد مأساتهم في مثل هذه الأيام من كل عام.
وتابع أن المسؤولية الأولى لإنجاز هذه المهمة تقع على عاتق وكالة الغوث، خاصة أن من ضمن مهامها الرئيسية الاهتمام بالبنى التحتية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات المعترف بها من قبل الدولة اللبنانية و"أونروا".
ولفت إلى أن ترميم المنازل الآيلة للسقوط يحتاج إلى جهد كبير من إدارة وكالة الغوث وتحمل مسؤولية إضافية، خاصة أن أكثر من حادثة وقعت في المخيمات وكادت أن تودي بحياة مواطنين أبرياء.
ونبَّه هويدي إلى وجود ضوابط يفرضها الجيش اللبناني على دخول مواد البناء إلى مخيمات اللاجئين بلبنان، ولا يسمح بذلك إلا بإذن رسمي يصدره الجيش بعد المعاينة.