ضربة جديدة لمنظومة الأمن وجهتها المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي، عبر عملية مزدوجة وسط مدينة القدس المحتلة، بعد أيام قليلة من عملية مستوطنة أرئيل المقامة على أراضي المواطنين في سلفيت.
عملية القدس المزدوجة مثلت تحولًا مهمًّا في أكثر من اتجاه من حيث المكان والزمان والنتائج، إذ وقعت في مدينة القدس التي تشهد إجراءات أمنية غير مسبوقة من قبل الاحتلال وأجهزته الأمنية، نتيجة إنذارات قال إنها ساخنة تلقاها عن نية فلسطينيين تنفيذ عمليات ضد الاحتلال.
مر ما يزيد على ثلاثة أيام على تنفيذ العملية ولم يصل الاحتلال إلى أي خيط عن المنفذين الذين استخدموا أدوات وآليات جديدة تعتمد على تفجير عبوات عن بعد، وكذلك تعطل الكاميرات في محيط المنطقة، ولاحقًا، اتضح أنه كانت هناك كاميرات لكن تمكنت مجموعات اختراق سايبر من اختراق أجهزة الحاسوب التابعة للاحتلال والسيطرة عليها، ومسحها من أجهزة الاحتلال، وقامت المجموعة بنشر فيديوهات العملية دون تفاصيل.
كل ذلك يعني أن العملية فضحت الاحتلال أمنيًّا وكشفت عن ثغرات كبيرة داخل الأجهزة الأمنية من حيث عدم القدرة عن منعها مسبقًا، أو الكشف عنها، ولاحقًا بعدم القدرة على الوصول إلى الفاعلين، ثم غياب المعلومات.
حاول الاحتلال جاهدًا استدراك ما حدث عبر نشر معلومات مضللة، وإعلان نجاحات هنا أو هناك، لمحاولة امتصاص الغضب الداخلي، وحالة الإرباك التي يعيشها، ومحاولة الحصول معلومات أمنية واستخباراتية لمعرفة كيف وقعت العملية.
قدرة الفاعلين على تنفيذ العملية عن بُعد هو عمل بالنسبة للاحتلال مزعج وقد يتكرر ونشهد عمليات مماثلة خلال الأيام القادمة، وظهر حجم الإرباك من خلال إقبال الآلاف من المستوطنين على حمل السلاح لفقدان الأمن الشخصي، وهو أخطر ما يواجه الاحتلال، ويشير إلى فقدان الثقة بالأجهزة العسكرية والأمنية من أجل حمايته.
عملية القدس التي جاءت بعد عملية سلفيت التي نفذها الشهيد محمد صوف وقتل فيها ثلاثة مستوطنين وجنود، ولم يتوقع الاحتلال حدوثها، وقبلها عمليات عدي التميمي الذي قتل الجنود من النقطة صفر، ثم تمكن من الاختفاء لمدة 11 يومًا، والقيام بعملية أخرى، تمكن خلالها من كشف عورة الأمن الإسرائيلي الذي كان في ذروة الاستنفار في البحث عن الشهيد عدي، لكنه فشل في الوصول إليه.
يتجدد الفشل في منظومة الاحتلال، وينجح الشباب الفلسطيني في تسديد الضربات المتوالية للاحتلال، الذي يعجز عن مواجهتهم وأن التهديدات التي يصدرها قادة الاحتلال هي حبر من ورق، وأن قدوم المتطرف بن غفير لرئاسة وزارة الأمن لن يحقق شيئًا، وسيقود نحو مزيد من العمل المقاوم الذي سيؤدي حتماً لنهايته كما حدث مع الغابرين بينت وغينتس ولابيد وليبرمان وغيرهم من قادة الإرهاب، وأن العملية الفدائية القادمة مجرد وقت قصير قد يكون ساعات أو أيامًا قليلة فقط.