مع انطلاق كأس العالم لأول مرة في دولة عربية إسلامية، ومع توافد نجوم العالم إلى قطر صاحبة الضيافة لمتابعة البطولة على الأرض، نجد أن الكثير من النجوم حول العالم يستحقون أن توجه لهم دعوات لحضور المونديال.
وجرت العادة أن تدعو الدول المُستضيفة للحدث الكروي الأكبر في العالم إلى جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) صاحب البطولة ومُنظمها، كبار نجوم كرة القدم في العالم من أصحاب التاريخ في البطولة ذاتها، ومن أصحاب الأرقام القياسية، لتشريف البطولة بحضورهم.
وبكل تأكيد لا تستطيع أي دولة مُستضيفة لكأس العالم أن تختار كل نجوم كرة القدم في كل دول العالم، فهذا أمر قد يبدو صعباً بسبب الأعداد الكبيرة للنجوم الكروية الذين مثلوا دولهم في البطولات العالمية والقارية على مدار عقود طويلة، وعليه يُحرَم الكثير من أصحاب الأسماء الرنانة من الحصول على دعوة لحضور المونديال.
ولكن من المنطق ومن الواجب على الاتحادات الوطنية لكرة القدم في العالم أن تُكرم من يستحق من نجومها باصطحابهم مع رئيس الاتحاد إلى البطولة كنوع من أنواع التكريم لتاريخهم، ولما قدموه لكرة القدم في بلدانهم.
وعلى الصعيد الفلسطيني، فإن على رئيس اتحادها أن يفتخر أمام العالم بنجوم كرة القدم في وطنه، باصطحاب أحدهم أو بعضهم لمرافقته على نفقة الاتحاد إلى الدولة التي تستضيف كأس العالم، ليقول للعالم إن فلسطين فيها نجوم مثلها مثل كل دول العالم.
ولكن على ما يبدو أن كل من له علاقة بالتاريخ الرياضي لا يروق للفريق جبريل الرجوب، الذي يعد أن تاريخ الرياضة الفلسطينية عامة وكرة القدم على وجه الخصوص قد بدأ في عهده، وأن من سبقوه لا يتعدون أكثر من (كيس رمل) مثلما اعتاد على وصفهم في كل مناسبة.
إن تاريخ كرة القدم الفلسطينية أكبر بكثير من تاريخ من يُديرها الآن، وأكبر بكثير من أن يذكرهم أحد الإعلاميين من أجل تكريمهم على ما صنعوه من مجد لكرة القدم الفلسطينية منذ خمسينيات القرن الماضي، وصولاً إلى يومنا هذا، والقائمة هنا تطول، وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر حسب السن والتاريخ: معمر بسيسو، وإسماعيل المصري، وعارف عوفي، وموسى الطباسي، وإبراهيم نجم، وناجي عجور، وغسان البلعاوي، وحاتم وحازم صلاح، وعماد الزعتري، ورزق خيرة، وفارس أبو شاويش، وغيرهم الكثير من قدامى الرياضيين، إلى جانب بعض نجوم المنتخب بعد عام 1995 أمثال: صائب جندية، وأيمن صندوقة، وزياد الكرد، ورمزي صالح، ومحمد الجيش، وغيرهم ممن يستحقون أن يكرموا.
وعلى الصعيد الإعلامي، ولكون الاتحاد الدولي لكرة القدم قد منح اتحاد كرة القدم الفلسطيني أربع بطاقات لأربعة إعلاميين، فإنه بعد انطلاق كأس العالم ووصول الرجوب والوفد المرافق له إلى قطر احتكر الرجوب البطاقات الأربع المخصصة لفلسطين من الفيفا لأربعة من موظفي قناة فلسطين الرياضية، مستثنياً كل وسائل الإعلام الأخرى، في وقت كان فيه أحد أفراد طاقم فلسطين الرياضية من غزة بإحدى هذه البطاقات إذا ما افترضنا أن من حقه أن يمنح البطاقات لمن يشاء.
لقد كان من الأجدر على الرجوب أن يكرم كوكبة من الإعلاميين الرياضيين لمرافقته إلى قطر، كنوع من أنواع الاحترام للإعلام وما قدموه للكرة الفلسطينية من جهة، وكنوع من أنواع التكريم لمن اقتربوا من سن التقاعد، وهنا أذكر رؤساء الأقسام الرياضية في الصحف الفلسطينية: منير الغول (القدس)، وبسام أبو عرة (الحياة الجديدة)، ومحمود السقا (الأيام)، ووائل الشيوخي رئيس اتحاد الإعلام الرياضي الذي يُسيطر عليه الرجوب لكونه من ضمن الاتحادات المنضوية تحت مظلة اللجنة الأولمبية، إلى جانب عدد من الإعلاميين القدامى أمثال: سامي مكاوي، وفايز نصار، وأحمد البخاري، وياسين الرازم، وغيرهم لنيل هذا التكريم.
اليوم انكشف الرجوب أكثر من أي وقت مضى، فلا هو يحترم الإعلام، ولا الإعلاميين، ولا هو يكنّ الوفاء لمن عمل معه (سحيجًا)، فهو فقط يريد قطيعًا من الخراف، وقد بات ذلك واضحًا أيها السحيجة.