فلسطين أون لاين

29 عامًا على استشهاد أسطورة المقاومة عماد عقل

...
29 عامًا على استشهاد أسطورة المقاومة عماد عقل

يوافق اليوم الذكرى الـ29 لاستشهاد جنرال القسام عماد عقل، الرقم الصعب الذي هزم جيشًا كاملًا، أرّق الاحتلال في غزة، وطارده في الضفة، وجعل من جيشه أضحوكة.

عقل الذي أصبح قائدًا قساميًا وبطلًا جهاديًا وهو في مقتبل شبابه، إذ نفذ خلال سنتين من المطاردة أكثر من أربعين عملية بطولية، كان أبرزها عملية مسجد مصعب بن عمير، وهي أول عملية مصورة تنفذها كتائب القسام.

نشأة مقاوم

ولد عماد حسين إبراهيم عقل في 19 من يونيو/حزيران عام 1971م في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، في ظروف جعلت همه الأول مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والرد على جرائمه.

التحق عماد عقل بصفوف كتائب القسام عام 1990م، ثم أصبح المسؤول عن التواصل بين قادة الكتائب ومجموعة الشهداء، وهي المجموعة الأولى لكتائب القسام شمال القطاع، والتي نفذت عملية استهداف موكب قائد شرطة الاحتلال في قطاع غزة الجنرال يوسيف آفنيبغد في مايو 1992م، إلى أن كُشفت المجموعة وطُورد جميع عناصرها بمن فيهم عماد.

مسافة صفر

لم يكن الاحتلال قد تجرع علقم عمليات إطلاق النار من مسافة قريبة جدًا بعد، واعتقد أن عملية استهداف قائد الشرطة كانت محض صدفة، لكن الحقيقة أنها كانت انطلاقة لمرحلة جديدة من العمل العسكري عنوانها "مسافة الصفر".

بعد رحلة من المطاردة قضاها عماد عقل متنقلًا بين محافظات غزة، وحفاظًا على إخوانه المطاردين برفقته؛ انتقل إلى الضفة المحتلة لتوفير الجهد في الحصول على ملجأ آمن لهم، والانطلاق في تكوين خلايا عسكرية تابعة لكتائب القسام.

اقرأ أيضا: عماد عقل.. مشوار جهادي أقضَّ مضاجع الاحتلال

لم يمضِ الكثير من الوقت حتى تولى عماد عقل مسؤولية قيادة كتائب القسام في مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة، ليؤسس لمرحلة جديدة من العمل العسكري في الضفة، مرسخًا أسلوب المهاجمة من مسافة الصفر.

في أكتوبر من عام 1992م، حدث ما لم يكن يتوقعه الاحتلال؛ إذ بزغ فجر كتائب القسام في الضفة المحتلة عندما أطلق "عقل" النار على سيارة عسكرية في الخليل تقل ضابطة وثلاثة جنود أدت إلى إصابتهم جميعًا.

ولم تكد تنقضي أربعة أيام على هذه العملية حتى هاجم عقل ومجموعته معسكرًا لجيش الاحتلال بالقرب من الحرم الإبراهيمي أمام مرأى ومسمع الجميع وفي وضح النهار؛ أدت إلى قتْل جندي وإصابة آخر بجراح خطيرة.

ترك القائد عماد عقل الخليل وتوجه إلى غزة في نهاية نوفمبر 1992م، ولم يلبث سوى أيام حتى نفّذ سلسلة من عمليات إطلاق النار أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من جنود الاحتلال.

الجرأة التي امتلكها عماد عقل جعلت منه بطلًا يتغنى به الفلسطينيون، في حين غدا اسمه مادة شبه دائمة في الإعلام الإسرائيلي، وأصبح الشغل الشاغل لقادة الاحتلال من سياسيين وعسكريين.

جهاد توج بشهادة

بعد أكثر من سنتين من مطاردة قوات الاحتلال ومخابراته، وإفرادها وحدات خاصة لمتابعته والبحث عنه، ووظفت العشرات من الضباط للعمل على حل هذا اللغز المعقد، حتى تمكنت في الرابع والعشرين من نوفمبر 1993م، من رصد القائد عماد عقل في منزل خنساء فلسطين مريم فرحات "أم نضال"، وخاض اشتباكًا مع قوات الاحتلال التي حاصرت المنزل إلى أن ارتقى إلى العلياء شهيدًا.

رابين وعماد عقل

لم يكن يعلم إسحاق رابين رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أن المطارَد الذي أحال غزة والضفة جحيمًا على جيشه وأجهزة مخابراته، ما هو إلا شاب لم يتجاوز العشرين عامًا، ليجد نفسه مضطرًا لوصفه بالأسطورة.

عماد عقل المطلوب رقم واحد في قائمة الاغتيالات لدى الاحتلال والذي استشهد في عمر الثانية والعشرين، نفّذ قرابة أربعين عملية بطولية؛ قتل خلالها خمسة عشر جنديًا وأصاب العشرات حسب ما اعترف به العدو في حينها.

العمليات النوعية والجريئة التي نفذها عماد عقل وإخوانه من مسافة صفر، جعلت رابين يصفه بالأسطورة.

بعدما فشلت مخابرات الاحتلال في الوصول إلى عقل، بادر رابين بالاتصال بأهله وعرض عليهم إخراجه إلى مصر أو الأردن بسلام، على أن يعود إلى غزة بعد 3 أعوام دون تقديمه للمحاكمة.

رفض "عماد" عرض رابين وجاء رده سريعًا؛ إذ نفذ عملية إطلاق نار على جنود الاحتلال بحي الشيخ رضوان يوم الخامس والعشرين من نوفمبر 1992م، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخر.

وفي السابع من ديسمبر عام 1992 نفذ عقل عملية إطلاق نار على حاجز لقوات الاحتلال قرب مفترق الشجاعية شرق غزة، ما أدى لمقتل ثلاثة جنود بينهم ضابط كبير، وفي المكان نفسه نفذ عملية إطلاق نار أخرى في 12 فبراير عام 1993، أدت إلى إصابة جنديين.

وبعد أكثر من شهر نفذ عماد عقل وإخوانه في 20 مارس 1993 عملية إطلاق نار في منطقة السودانية شمال غزة، قتل فيها ثلاثة جنود، وبعدها بأيام فقط نفذ عملية أخرى بمنطقة شرق غزة أدت إلى إصابة أربعة جنود.

عملية مصعب بن عمير

وفي صبيحة الثاني عشر من سبتمبر 1993م، استيقظ العالم على مشهد هو الأول من نوعه، إذ تناقلت وسائل الإعلام العالمية صورًا تظهر ثلاثة من جنود الاحتلال مضرجين بدمائهم، وقصاصة ورق تتبنى فيها كتائب القسام العملية.

كانت هذه أول عملية مصورة تنفذها كتائب القسام، واشتهرت بعملية مسجد مصعب بن عمير، وكان عماد عقل من نفذها، وقتل فيها ثلاثة جنود واغتنم قطعتي سلاح، فكانت نقلة نوعية في العمل المقاوم؛ خاصة أنها حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

ورغم أن عماد عقل لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، إلا أنه استطاع تنفيذ العديد من العمليات النوعية، كما أن التاريخ خلده أسطورة للعمل المقاوم الشجاع.

المصدر / فلسطين أون لاين