فلسطين أون لاين

في داخل البيوت الغزية

تقرير شغف متابعة المونديال يخلق أجواء من الحماس والألفة العائلية

...

غزة/ هدى الدلو:

قبل انطلاق مونديال قطر 2022 جهزت مجد مطر البيت، وأعدت الخطط برفقة زوجها لترتيب جلسات حضور المباريات الكروية الأهم لعشاق الساحرة المستديرة، وكان من بينها الحصول على اشتراك سنوي لباقات "بي إن سبورت" بدلًا من الذهاب إلى المقاهي.

تقول مطر: "نحن عائلة تحب متابعة مباريات كرة القدم، فأحب حضور الدوري المصري، وزوجي كذلك، ويشجع فرقا رياضية، ويأتي الشغف في متابعة المونديال أيضًا لكونها رياضة عالمية تقام كل أربع سنوات. كما أنه لأول مرة تقام في دولة عربية تجمع على أرضها فرقًا نحب تشجيعها أنا وزوجي، ونتابع لعبهم في منتخباتهم".

وتضيف: "قبل وصول زوجي إلى البيت أكون قد جهزت طعام الغداء ونتناوله ونحن نتابع المباريات، عدا عن تحضير بعض الحلويات والمسليات التي نتناولها في أثناء مشاهدتها، حتى طفلي الصغير يجلس بجانبنا ويتابع".

ولا يقتصر الأمر على الحضور حيث يسود جو من الحماس وتشجيع كل واحد منهما فريقه، ويتوقعا النتيجة قبل بدء المباراة، وعبرت مطر عن حماسها منذ اليوم الأول لبدء المونديال، وللأجواء العائلية التي تفرضها المتابعة الرياضية.

تأهب وإيقاف للزيارات

في حين يسود بيت سالم الصفدي حالة من التأهب، حيث يتفق مع زوجته على إيقاف أي زيارات اجتماعية أو استقبال ضيوف في البيت إلا إذا كانوا محبين لمشاهدة المباريات، ومع بدء المباراة يجلس جميع أفراد عائلته في صالون البيت ويتجمعون حول شاشة التلفاز. 

يقول: "قبل بدء المونديال بدأت في تحضير منزلي، وجهزت صحنًا لاقطًا لإشارات قناة أمواج الأرضية التي تبث مباريات المونديال، وعملت على تجهيز مواعيد المباريات الخاصة التي أرغب في متابعتها، والجدول الزمني وعلقته بجانب التلفاز".

ولم يقتصر الأمر على ذلك بل عمل على بإنشاء مجموعة "واتساب" مع أشقائه لمناقشة أحداث المباريات والمتابعة الدورية فترة المونديال.

ويضيف عبد الرحمن: "الجميل في حضور المباريات أن جميع أفراد العائلة يتجمعون حولها، فهذا الحدث العالمي دفعنا لترك الهواتف المحمولة التي تسرق غالبية وقتنا في الأيام العادية".

أجواء حماسية

أما فاطمة بشير وأشقاؤها فتحدثت أنهم منذ شهر جهزوا التلفاز والقنوات وفعلوا الاشتراك لكونهم لا يفضلون متابعتها في المقاهي، ويفضلون أن يعيشوا تلك الأجواء في البيت، خاصة أن والدتهم لديها رغبة في المتابعة أيضًا.

وتقول لصحيفة "فلسطين": "كل ليلة قبل موعد المباراة يتم تجهيز كل ما يتعلق في المتابعة من تسالٍ وحلويات وقهوة، وغيرها، ونوم الأطفال الصغار، لتسود الأجواء الحماسية والسعادة بين عائلتي وكل واحد يشجع فريقه، وبين الشوطين تبدأ التحليلات". 

وترى أن المونديال فرصة حقيقية لإعادة الألفة والمحبة بين أفرادها وإعادة اجتماعها في وسط ازدحام الظروف والانشغال بالهواتف المحمولة.

تأتي فعاليات مونديال كأس العالم من جديد لتحيي العلاقات الاجتماعية الأسرية وتكسر الروتين اليومي المسيطر على الأيام، لتوفر أجواء من الألفة والحماس والفكاهة بين أفراد العائلة التي عادت لتلتم من جديد.

ترابط اجتماعي

ومن جهته يتحدث الاختصاصي النفسي والاجتماعي زهير ملاخة أن مونديال كأس العالم من الأوقات الجميلة التي تضاف إلى المناسبات التي ينتظرها البعض، فتعزز من التواصل الاجتماعي، حيث تتجمع العائلة في أجواء من المتعة والسعادة ولإشباع الحالة الشعورية المحببة لدى أصحاب الاهتمامات الرياضية وأصحاب الأجواء الاجتماعية الجميلة.

فهذا الاجتماع بين العائلة والأصدقاء لمدة شهر في لقاءات متجددة تتسم بالعاطفة والمحبة وفي وقت يتم فيه التعبير عن الاهتمام الرياضي وإبداء الآراء الرياضية وتداول اللمحات والمواقف الإبداعية، خاصة أنه في أجواء المونديال تجتمع فيه الثقافات العالمية في أجواء تبادلية جميلة للثقافة وترسيخ معالم تراثية وحضارية.

ويضيف ملاخة: "في مثل تلك الاجتماعات العائلية والأوقات التي تعزز المودة والألفة والتواصل وتغرس الكثير من المعاني كالألفة بين أفراد الأسرة والصحبة لتصبح أوقاتا جميلة منتظرة ومعدا لها، كما يعزز فيها كل معاني التعاون بالاستضافة والتحضير المكاني والمادي البسيط".

ويلفت إلى ضرورة اغتنام تلك الفرصة لتحقيق هذا الجمال العائلي والقيمي والروحي بعيدًا عن أي مشاعر وسلوكيات تتسم بالعصبية أو الشدة، فالرياضة كانت للسعادة ولتأصيل القيم الإنسانية والاجتماعية ولإمضاء وقت ذات أثر إيجابي يبهج القلوب والأرواح.

 

المصدر / فلسطين أون لاين