فلسطين أون لاين

أطباء وحقوقيون يطالبون بالضغط على الاحتلال لإدخال الأجهزة الطبية للقطاع

...
جانب من اللقاء الذي نظمه المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان حول تأثير نقص الأجهزة الطبية على مرضى غزة (تصوير: رمضان الأغا)
غزة/ جمال غيث:

طالب أطباء وحقوقيون، المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإدخال الأجهزة الطبية وقطع الغيار لمستشفيات قطاع غزة بهدف تحسين الواقع الصحي.

ودعا هؤلاء خلال لقاء نظّمه المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بعنوان: "تأثير نقص الأجهزة الطبية على مرضى قطاع غزة" الثلاثاء، بمدينة غزة، للوقوف إلى جانب وزارة الصحة وتخفيف معاناتها بسبب رفض الاحتلال إدخال احتياجاتها الطبية.

وأكدوا أنّ منع الاحتلال إدخال الأجهزة التشخيصية والعلاجية، زاد من معاناة المرضى وقوائم الانتظار، وتأخير إجراء العمليات الجراحية.

وأكد مدير وحدة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالمركز الفلسطيني فضل المزيني، أنّ سلطات الاحتلال تمنع وتعرقل إدخال الأجهزة التشخيصية والعلاجية لقطاع غزة.

وقال المزيني في كلمة له: إنّ الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 16 عامًا، والقيود التي تفرضها، ومنع توريد احتياجات القطاع الصحي من الأجهزة الطبية المستخدمة في علاج المرضى زادت معاناة الأهالي، ما يتعارض مع اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على حرية التنقل والعلاج.  

وأوضح أنّ الورشة تأتي في إطار متابعة المركز الفلسطيني للحقّ في الصحة بالقطاع وسعيه لتمكين أبنائه من الحصول على حقوقهم الصحية.

بدوره، قال الوكيل المساعد لوزارة الصحة بغزة، بسام الحمادين: إنّ الاحتلال لا يزال يُمعن في ممارساته غير الإنسانية وغير الأخلاقية بحقّ مرضى القطاع، من خلال حرمانهم من أهم حقوقهم الإنسانية والمتمثلة في الحق بالصحة والعلاج.

وأضاف الحمادين أنّ الاحتلال يستخدم كل الوسائل التي تزيد معاناة المرضى ومن ذلك منعهم من الوصول إلى المستشفيات التخصصية، ومنع إدخال الأدوية والأجهزة الطبية وقطع الغيار.

وذكر أنّ الاحتلال يواصل ممارسة إجراءاته اللاأخلاقية واللاإنسانية بحقّ القطاع يومًا بعد الآخر، فيما يحاول تجفيف وتقليل مصادر التمويل والمنح لوزارة الصحة.

وأكد الحمادين أنّ الاحتلال يواصل منذ فرض الحصار على القطاع وتشديده من إدخال الأجهزة التشخيصية والعلاجية، لافتًا إلى أنّ تلك الأجهزة لها دور مهم من أجل تشخيص الحالات المرضية بدقة، ومن ثم تحديد نوع التدخل الطبي للمرضى، إلى جانب استخدام بعض الأجهزة في العمليات الجراحية.

وتكمن أهمية تلك الأجهزة وفق الحمادين، باستخدامها في العمليات الجراحية المعقدة، وتثبيت الكسور والأوعية الدموية وتركيب دعامات القلب، ومن أبرزها الأشعة التداخلية.

وبيّن أنّ بعض الأجهزة تمنع سلطات الاحتلال إدخالها للقطاع، والبعض الآخر تعطّل وهو بانتظار السماح لهم بالدخول، لافتًا إلى أنّ بعض الأجهزة باتت مهددة بالعودة إلى الشركات المصنعة.

ولفت الحمادين إلى أنّ زيادة منع تلك الأجهزة يؤدي لزيادة معاناة المرضى وتأخير إجراء العمليات الجراحية، وبالتالي زيادة قوائم انتظار المرضى بالمستشفيات.

ودعا المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والطبية للتدخل العاجل وممارسة الضغوط على الاحتلال من أجل إدخال الأجهزة الطبية الهامة للقطاع، مطالبًا المجتمع الدولي وكلّ المؤسسات الحقوقية والإنسانية للضغط على الاحتلال لإدخال الأجهزة لوزارة الصحة والتي من شأنها أن تُخفّف معاناة المرضى.

من جهته، بيّن نائب المدير العام للمستشفيات أيمن الفرا، أنّ الأجهزة التي يمنع ويعرقل الاحتلال إدخالها هي الأجهزة التشخيصية والعلاجية كأجهزة العمليات لتثبيت كسور العظام، وجراحة المخ والأعصاب، بالإضافة إلى أجهزة مرضى العناية وحضانات الأطفال، وأجهزة علاجية أشعة تداخلية، وقطع غيار الأجهزة الطبية.

وأكد الفرا في كلمة له أنّ عدم إدخال الأجهزة إلى القطاع، يزيد معاناة المرضى ويفاقم من أوضاعهم الصحية، لافتًا إلى أنه يتم علاج المرضى وتشخيص حالاتهم على بعض الأجهزة القديمة.

وذكر أنّ الاحتلال يمنع إدخال العديد من الأجهزة التي تحتاج إليها غرف العمليات، لافتًا إلى أنّ نقص الأجهزة دفع وزارته إلى تحويل المرضى لتلقّي الخدمة في الخارج.

وجدَّد الفرا دعوة وزارته للمجتمع الدولي والمؤسسات الصحية الدولية والإنسانية للضغط على الاحتلال للسماح بإدخال الأجهزة لمنع الأزمات الصحية الناتجة عن منع إدخالها.

فيما أكد مدير وحدة التصوير الطبي بوزارة الصحة إبراهيم عباسي، أنّ عرقلة ومنع إدخال الأجهزة الطبية إلى القطاع، تزيد معاناة المرضى، وتفاقم أوضاعهم الصحية.

وقال عباسي في كلمة له: إنّ منع إدخال احتياجات القطاع الصحي، يربك المنظومة الصحية؛ من خلال منع إدخال احتياجات الأطباء من الأجهزة والمعدات الطبية، مستعرضًا عددًا من الأجهزة الطبية الهامة والتي تحتاج إليها الطواقم الطبية في العمليات وتشخيص المرضى والتخفيف عن معاناتهم.

فيما قال المدير العام للهندسة والصيانة المهندس مازن العرايشي: إنّ عدم السماح بإدخال قطع الغيار اللازمة لصيانة الأجهزة في الوقت المحدد يؤدي لظهور أعطال جديدة فيها.

ودعا العرايشي كل المؤسسات المعنية للوقوف إلى جانب وزارة الصحة، والضغط على الاحتلال لإدخال احتياجات القطاع الصحي من الأجهزة الطبية المستخدمة في تشخيص والإسهام في علاج المرضى.

ودعا عصام حماد، في كلمة الشركات الموردة، لتشكيل فريق من الحقوقيين الدوليين والخبراء والفنيين والقانونيين للضغط على الاحتلال وإدخال الأجهزة والمعدات الطبية بشكل عاجل وتلافي عطلها وهي على جنبات المعبر بانتظار الدخول للقطاع.

ولفت محمود الحلبي، في كلمة منظمة الصحة العالمية، إلى أنّ منظمته تتابع وترصد الانتهاكات الإسرائيلية وتضغط من أجل إدخال الأجهزة والمعدات الطبية للقطاع الصحي بغزة.

فيما اشتكى رئيس مجلس إدارة مستشفى الحياة التخصصي د. رفيق الزنط، من رفض الاحتلال ستة طلبات أرسلها من أجل السماح بإدخال قطع غيار لأجهزة معطلة في المستشفى ما اضطره إلى شراء بعض الأجهزة الجديدة.

وذكر أنّ انتظار الأجهزة الطبية على جنبات المعبر ومنع الاحتلال إدخالها في الوقت المحدد يُعرّضها للتلف بسبب أشعة الشمس والرطوبة.