عندما تطأ قدما ألفونسو ديفيس أرض ملعب أحمد بن علي في الريان الأربعاء لمواجهة بلجيكا المدجّجة بالنجوم، ستكون أحدث خطواته العملاقة في رحلة شاقة نقلته من مخيم للاجئين في إفريقيا إلى نهائيات كأس العالم مع كندا التي احتضنته وعائلته.
حقّق اللاعب الذي يلعب كجناح وأحيانًا كمهاجم مع المنتخب وكظهير أيسر مع بايرن ميونيخ الألماني، الكثير في مسيرته، لدرجة أنه من السهل نسيان أنه يبلغ فقط 22 عامًا.
في سنٍّ لا يزال العديد من المحترفين يشقّون طريقهم إلى المستويات العُليا في الرياضة، بات ديفيس من المخضرمين. أربعة ألقاب في الدوري الألماني، لقب في كلٍّ من دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، ليست سوى بعض الإنجازات التي حققها في مسيرته الاحترافية التي بدأت عندما كان في سن الخامسة عشرة في الدوري الأميركي لكرة القدم.
ولكن قبل كل ذلك، كان عليه مواجهة أصعب الظروف.
السير فوق الجثث
وُلد عام 2000 في مخيّم للاجئين في غانا، من والدين هربا من الحرب الأهلية في ليبيريا. تتذكر والدته فيكتوريا أن كان عليها أحيانًا "السير فوق الجثث للذهاب لإحضار الطعام".
كان ألفونسو في الخامسة من العمر عندما حصلت عائلته على حقّ الهجرة الى كندا، حيث نشأ بداية في ويندسور في أونتاريو، قبل أن ينتقل إلى إدمونتون في مقاطعة ألبرتا غرب البلاد.
تكون الحياة قاسية بداية على الوافدين الجدد، إذ يستذكر نيك هوسيه مدربه الأول والذي بات لاحقًا وكيل أعماله "بعد التدريبات، كان يعود فورًا إلى المنزل لتغيير حفاضات شقيقه وشقيقته، حين كان في العاشرة من عمره، لأنّ والديه كانا يعملان مُطوّلًا ولا يستطيعان تحمل تكاليف مربية".
أما ديفيس فيخبر "تدخُل بشكل أسرع في عالم الكبار عندما يتحتّم عليك إطعام الأطفال في وقت يمارس أصدقاؤك ألعاب الفيديو. كان والدي يستيقظ عند الرابعة صباحًا، فيما كانت والدتي تعمل بين العاشرة مساءً والثامنة صباحًا. كان الأمر قاسيًا (...) ولكننا كنا سعداء".
في بلد يُعتبر فيه الهوكي على الجليد الرياضة الأولى، بدأ ديفيس في إظهار إمكانات هائلة في كرة القدم خلال مباريات تُقام بعد الدوام عندما كان في المدرسة الابتدائية، وسرعان ما تم رصد موهبته.
يستذكر تيم آدامس، مؤسّس دوري ما بعد المدرسة "فْري فوتي" حيث برز ديفيس لأول مرة "كان الطفل بمثابة هدية لكرة القدم".
التحق بأكاديمية كرة قدم في إدمونتون، وعندما كان في سن الـ14، اكتشفه نادي "وايتكابس" الواقع في مدينة فانكوفر والذي ينافس في الدوري الأميركي (أم أل أس) وانضم إلى فريق الشباب.
بعد ذلك، بدأت الأرقام القياسية تتحطم.