فلسطين أون لاين

تقرير يوم الطفل العالمي ينكأ جراح عائلة الأسير "عمر الريماوي"

...
يوم الطفل العالمي ينكأ جراح عائلة الأسير "عمر الريماوي"
رام الله-غزة/ جمال غيث:

تنكأ مناسبة يوم الطفل العالمي جراح عائلة الأسير عمر الريماوي، الذي يعاني صعوبة في المشي، في إثر إصابة تعرض لها لحظة اعتقاله من قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل ستة أعوام.

وتخشى العائلة على حياة بكرها في ظل اتباع إدارة سجون الاحتلال سياسة الإهمال الطبي بحقّ الأسرى وحرمانهم من الزيارة، وسحب الإنجازات التي حقّقوها بفعل الإضرابات السابقة، ونقلهم من سجن إلى آخر بشكل مستمر.

واعتقلت قوات الاحتلال عمر، في 18 شباط/ فبراير عام 2015، ولم يتجاوز وقتها 15 عامًا، برفقة زميله أيهم صباح، بعد أن أطلقت النار عليهما من مسافة صفر وأصابتهما بجروح خطيرة، بعد تنفيذهما عملية طعن في تجمُّع "غوش عتصيون" الاستيطاني قرب رام الله، أدّت لمقتل مستوطن، وفق سمير الريماوي والد الأسير "عمر".

حينها أُصيب "عمر"، بثلاث رصاصات إحداها في يده اليمنى والأخرى بظهره استقرت بجانب العمود الفقري والأخيرة اخترقت الرئتين، واستقرت في الصدر بجانب القلب.

حقوق مهدورة

وقال والد عمر الريماوي: "يفترض أن يحتفل ملايين الأطفال في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني باليوم العالمي للطفل، وتسليط الضوء على حقوق الأطفال ومعاناتهم ووقف العنف الممارس بحقهم ومحاسبة المعتدين عليهم".

واستدرك: "لكن في الأراضي الفلسطينية يُعتدى على أطفالنا وتطلق النيران صوبهم بشكل مباشر ويُحرمون من تلقّي الرعاية الصحية ويُزجُّ بهم في المعتقلات دون حسيب أو رقيب."

وعانى "عمر"، وفق ما قاله والده لـ"صحيفة فلسطين" لتسعة أشهر من إصابته بشلل نصفي بسبب الإصابة التي تعرض لها لحظة اعتقاله، وأُجريت له عمليات عدة انتهت بإخراج الرصاصة من يده فيما استقرت الرصاصتان الأُخريان بجسده، ونُقل بعدها إلى مستشفى سجن "الرملة".

وأكد أنّ إدارة المستشفى لم تُقدّم العلاج اللازم لابنه فكان يعتمد على زملائه الأسرى في قضاء حاجته، إلى أن تمكن من الوقوف على قدميه بعد تسعة أشهر من إصابته، لكنه يواجه صعوبة في المشي، فهو يحتاج إلى أجهزة مساعدة ترفض إدارة السجون توفيرها له.

وبيّن أنّ الاحتلال عمد طوال الفترات الماضية على كسر معنويات نجله، كحرمانه من الزيارة لعام كامل منذ لحظة اعتقاله، "كما وحرمنا من زيارته بالمستشفى أو الاطّلاع على وضعه الصحي، فكانت الأخبار تصلنا من المحامين".

"علامة النصر"

وأشار الوالد إلى أنّ نجله حكم في بداية الأمر بالسجن لمدة 35 عامًا ودفع غرامة مالية مليوني شيقل، وبعد أن دخل عامه الثامن عشر، وإثر استئناف نيابة الاحتلال على الحكم تم رفع مدة اعتقاله إلى المؤبد و20 مليون شيقل كغرامة مالية.

وعن أسباب رفع حكم نجله، قال: "إنّ مبررات النيابة أنّ عمر رفع علامة النصر في قاعة المحكمة، وابتسم لي ولوالدته خلال النطق بالحكم وهذا ما اعتبرته النيابة بأنه غير نادم على ما فعله". 

وفي ظلّ الواقع الأليم الذي يحياه في سجون الاحتلال، يستغل "عمر" فترة اعتقاله بدراسة كتب الأدب والسياسة والدين، وأنهى دورة في الصحافة والإعلام والإسعاف الأولي والحقوق الدولية، ويُمارس الرياضة ليحافظ على لياقته، بحسب والده.

وطالب كل المؤسسات التي تعنى بالأطفال والأسرى، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود للاطّلاع على أوضاع الأسرى داخل السجون وإجبار الاحتلال على تنفيذ القوانين الدولية المتعلقة بالأطفال.

وأظهر تقرير صادر عن نادي الأسير في يوم الطفل العالمي، أنّ أكثر من 750 حالة اعتقال سُجّلت بين صفوف الأطفال، والفتية منذ مطلع العام الجاري كان من بينهم جرحى تعرضوا لإطلاق نار قبل الاعتقال وأثناء اعتقالهم، ومرضى.

ويبلغ عدد الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال نحو (160) طفلًا يقبعون في سجون "عوفر، ومجدو، والدامون"، بينهم ثلاث فتيات يقبعن في سجن "الدامون"، وِفق نادي الأسير.