فلسطين أون لاين

محاولات مستمرة لطرد الناشط "أبو شمسية" من منزله

البلدة القديمة في الخليل تقاوم أطماع المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة

...
مستوطنون بحماية جنود الاحتلال يعتدون على أهالي البلدة القديمة بالخليل
الخليل-غزة/ جمال غيث:

يصر عماد أبو شمسية على التمسك بمنزله المجاور للمسجد الإبراهيمي، في البلدة القديمة بمدينة الخليل، رغم الاعتداءات المتكررة التي تطاله وأسرته من جيش الاحتلال والمستوطنين.

ويتعرض الخمسيني الناشط في "تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان"، لاعتداءات متكررة من المستوطنين بحماية كاملة من قوات الاحتلال بغرض إخراجه من منزله بالقوة والاستيلاء عليه.

وأصيب مواطنون، أمس، بجروح متفاوتة، في إثر هجوم واسع شنه مئات المستوطنين في تل الرميدة وشارع الشهداء بالبلدة القديمة في مدينة الخليل.

وهاجم المستوطنون بحماية قوات الاحتلال منازل المواطنين والمحال التجارية والأهالي في المنطقة.

وتزداد الهجمات الإسرائيلية ضد أهالي البلدة القديمة، يومًا بعد يوم، ضمن الانتهاكات المخالفة لحقوق الإنسان خاصة الحق في العيش الآمن، وهي تمس الأمن الشخصي للمواطنين وتهدد حياتهم.

وتقع البلدة القديمة، تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، ويستوطنها نحو 400 إسرائيلي، يحرسهم نحو 1500 جندي.

محاولات متكررة

ورغم إصابة أبو شمسية، بحجر كبير في رجله ألقاه عليه مستوطن وهو بساحة منزله، رفض مغادرة المكان لتلقي العلاج خشية من السيطرة عليه، بعد أن توافد آلاف المستوطنين على المنطقة وأحاطوا المنزل من جميع الاتجاهات واعتلى بعضهم سطحه.

اقرأ أيضًا: عشرات آلاف المستوطنين يقتحمون المسجد الإبراهيمي

محاولات طرد أبو شمسية، وعائلته المكونة من ثلاثة أولاد وابنتين، باءت بالفشل، رغم طرق بابه بالقوة وإطلاق قنابل الصوت عليه.

وقال أبو شمسية لصحيفة فلسطين: "إنّ محاولات السيطرة على منزلي بدأت منذ عام 2009م، وزادت حدتها بعد أن وثّقت جريمة إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف، في مارس 2016م".

وأضاف: "منذ ذلك الوقت أتعرض وأسرتي لتهديدات بالقتل والاعتقال والإبعاد وسلب المنزل".

وذكر أنه اعتُقل عشرات المرات لأيام قبل أن يُفرج عنه ويتعرض لاعتداء المستوطنين، فيما أُصيب نجلاه "عوني" و"صالح" بطعنات مباشرة بسكين مستوطن، وابنته بحجر في الوجه جعلها تقبع بالعناية المركزة لأربعة أيام.

وبيَّن أنّ عدوان المستوطنين يزداد في الأعياد اليهودية ويتم استغلالها لطرد الأهالي من منازلهم والسيطرة عليها، لافتًا إلى أنه وثّق بكاميرته أمس قيام أحد كبار المستوطنين القادمين من مستوطنة "رمات شاي" بتحريض المستوطنين على الأهالي وسلب منازلهم.

وبيَّن أنّ عددًا من الأهالي أُصيبوا على يد المستوطنين، منهم الطفل بلال صعيد، بعد رشقه بالحجارة بوجهه، والمسن بسام أبو عيشة، في إثر الاعتداء عليه.

أوضاع كارثية

ووصف المدير العام للجنة إعمار الخليل، عماد حمدان، أوضاع البلدة القديمة بـ"الكارثية"، وهي تزداد سوءًا يومًا بعد الآخر بسبب استباحة الاحتلال ومستوطنيه المسجد الإبراهيمي، والاعتداء على المواطنين الآمنين في منازلهم.

وقال حمدان لصحيفة فلسطين، إنّ الاحتلال ومستوطنيه لا يُفوّتون لحظة عن محاولات تهويد المسجد الإبراهيمي الشريف والاستيلاء على منازل المواطنين وخاصة في البلدة القديمة.

وأكد حمدان، أنّ المستوطنين يستمدون قوتهم وتغوُّلهم على المواطنين من حكومتهم اليمينية المتطرفة، "فيحاولون استغلال جميع المناسبات من أجل سلب مزيد من الأراضي والمنازل الفلسطينية". 

وبيَّن أنّ نحو 35 إلى 40 ألف مستوطن قدِموا لمدينة الخليل يوم الجمعة، احتفالًا بما يسمى "عيد سارة" ونصبوا خيامًا فندقية، وبدؤوا بالاعتداء على الأهالي ومنعهم من مغادرة منازلهم.

وأوضح حمدان، أنّ اعتداءات المستوطنين على الأهالي هدفها السيطرة على البلدة القديمة انطلاقًا من محيط المسجد الإبراهيمي وما حوله، بزعم أنَّ نشأتهم كانت من هناك.

اقرأ أيضا: السلطة تتنصل بمبرّر "فاضح" من حماية عائلة خليليّة طردها المستوطنون من بيتها

وقُسّمت مدينة الخليل بحسب "اتفاق الخليل" في 17 يناير/ كانون الثاني 1997 بين منظمة التحرير والاحتلال الإسرائيلي، إلى منطقتي H1 وH2، وأُعطيت (إسرائيل) بموجبه سيطرة كاملة على البلدة القديمة وأطرافها.

تصدٍّ بصدور عارية

وأكد حمدان، أنّ الأهالي يتصدون لاعتداءات المستوطنين بصدورهم العارية، رغم محاولات الاحتلال عزلهم عن محيطهم ونصب الحواجز بمحيط البلدة القديمة ومنع وصول سكان البلدات المجاورة إليها.

وعن دور المؤسسات الدولية والمحلية تجاه ما يتعرض له الأهالي، قال حمدان: "إنّ بعض المؤسسات تعمل على رصد وتوثيق تلك الجرائم، وأخرى توفر المساعدات للمواطنين كترميم منازلهم وسداد فواتير الكهرباء والماء بالإنابة عنهم في محاولة لتعزيز صمودهم".

وفيما يتعلق بموقف لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة "يونسكو" التي أعلنت في يوليو/ تموز 2017م أنّ المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة موقعًا تراثيًّا فلسطينيًّا، قال: "إنّ اعترافها شكلي، وهو عبارة عن حبر على ورق، فلم نستلم منهم أيّ كتب أو إدانات أو موقف عن جرائم الاحتلال المستمرة".