فلسطين أون لاين

​حذرا من الاعتماد على المعالجة الأمنية فقط

مختصان يدعوان لمعالجة شاملة لأصحاب "الفكر المنحرف" بغزة

...
غزة- أحمد المصري

دعا مختصان في الشأن الأمني، الجهات المسؤولة في قطاع غزة على مختلف مشاربها، لضرورة تفعيل معالجة شاملة لأصحاب الفكر المنحرف بغزة، وذلك بما يضمن إنهاء هذا الفكر, سلامة للمجتمع وأفراده.

وحذر المختصان في حديثهما لصحيفة "فلسطين"، الجهات المسؤولة ذاتها، من الاعتماد على المعالجة الأمنية فقط مع أفراد الفكر المنحرف، لما يمكن أن توقعه من نتائج عكسية خطيرة يكتوي بها الجميع دون استثناء.

وفجَّر أحد أفراد "الفكر المنحرف" نفسه فجر أمس، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في قوة من عناصر الضبط الميداني على الحدود المشتركة مع مصر، أسفرت عن استشهاد أحد أفرادها، وإصابة آخر، ومقتل الانتحاري.

تطور خطير

وقال المختص في الشأن الأمني، إبراهيم حبيب، إن تفجير رفح الانتحاري، ينم عن تطور خطير في فكر الجماعات المتطرفة وأفرادها من أصحاب الفكر المنحرف، ومدى قياسهم للأمور وتنفيذ ردة الفعل عليها.

ورجح حبيب، أن تكون العلاقة الإيجابية ما بين القاهرة ومصر والتعاون المتفق عليها في ضبط الحدود المشتركة، إحدى خلفيات تفجير رفح، سيما وأن أصحاب الفكر المنحرف ومن يقف خلفهم يرون في هذا التعاون خطرًا عليهم وعلى تحركهم.

ودعا الجهات المسؤولة في القطاع، الأمنية والدينية والسياسية والاجتماعية إلى ضرورة العمل تجاه ملف المنحرفين فكريًا برؤية ومعالجة شاملة، دون إيثار رؤية على أخرى، وذلك لضمان إنهاء هذا الفكر واستئصاله خدمة للمجتمع.

وحذر حبيب، من الاكتفاء بالمعالجة الأمنية لعناصر الفكر المنحرف والمتشدد، والتعامل بطريقة "الكي" فقط، مضيفا "نحتاج لروية وحكمة في التعامل مع هذا الملف، وأن لا ننجر لردات فعل أمنية قد تؤدي لمزيد من التطرف".

ونبه إلى أن هؤلاء العناصر يرون أن تفجير أنفسهم فيمن يخالفهم "تقرب إلى الله، ونقطة سريعة للوصول للجنة، وذلك يدلل على حاجتهم إلى معالجة فكرية باعتباره الحل الأنسب معهم".

ولفت إلى أن دولا وأنظمة حاولت استخدام القبضة الأمنية والحديدية مع عناصر الفكر المنحرف، لم يحققوا هدفهم وذاقوا من الويلات الكثير.

منظومة شاملة

ووافق المختص في الشأن الأمني هاني البسوس سابقه حبيب، مشدداً على أن لا علاج أو معالجة لعناصر الفكر المنحرف في قطاع غزة "إلا عبر منظومة شاملة يكون العلاج الأمني جزءا من كل، محذرا من وضعه على الطاولة كحل وحيد".

وأكد البسوس أن جميع المؤسسات الوطنية، والشخصيات والدعاة ورجال الاصلاح والمجتمع يتوجب عليهم وضع منظومة عمل فكرية ودعوية للتعامل مع عناصر الفكر المنحرف، بما يضمن إنهاء هذا الفكر نهائيا.

ونبه إلى أن الاقتصار على العلاج الأمني "من الممكن أن ينتج نتائج عكسية، وربما يشكل وبالا على الجميع دون استثناء، مستدلًا بأمثلة جرت واقعيًا في مصر وليبيا وسورية وغيرها".

ورجح أن تكون لعلاقة القاهرة مع حركة حماس بغزة "دافع هام أمام عناصر الفكر المنحرف لقيامهم بالعملية التفجيرية في رفح"، لافتاً إلى أن الحدث يؤسس لتوجهات قادمة.

واستبعد البسوس فرضية وجود علاقة بين أصحاب الفكر المنحرف والاحتلال بدفع الأخير للعناصر المتشددة نحو خلق حالة أمنية غير مستقرة في القطاع "وهو ما يفرض على جهات الاختصاص بجعل سبل العلاج الأمني في آخر التوجهات".

ولفت إلى أن "المعالجة الفكرية" من أنجع الطرق وأكثرها فائدة بما ثبت من تجارب سابقة مع هذه العناصر، والتي كثر فيها جهلاء في أمر الدين، ويعانون من كراهية للمجتمع، واضطرابات نفسية.