لم ولن أتفاجأ من موقف بعض الدول والهيئات الدولية من تنظيم قطر لكأس العالم التي تحمل الرقم 22 في عام 2022، لا سيما وأن عملية التصويت على الملف القطري أسفر عن حصول قطر على (14) صوتاً مقابل (8) من مجموع أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم برئاسة السويسري جوزيف بلاتر، في ذلك الوقت.
على صعيدي الشخصي كنت أتمنى حضور هذا المونديال، ولكن ظروفي الخاصة منعتني من القيام بتقديم طلب للجهات المعنية سواء الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أو اللجنة المنظمة للبطولة، للحصول على موافقة للوصول إلى الدوحة لحضور هذه النسخة الفريدة من البطولة الأكبر والأضخم على مستوى الرياضة في العالم، مثلما فعل عدد كبير من زملائي في مهنة الصحافة الرياضية الذين وصولوا إلى قطر.
ولهذا فإن شهادتي لن تكون مجروحة في قطر وسعيها منذ 12 عاماً للفوز باستضافة كأس العالم لأول مرة في المنطقة وفي الوطن العربي وفي دولة إسلامية، فقد اعتدت على قول كلمة الحق ولا أخشى في قولها لومة لائم، وتشهد سنوات عملي في مجال الإعلام الرياضي التي وصلت إلى 30 عاماً، على أنني أقول كلمة الحق في جميع القضايا، ولا أجامل أحداً مهما كانت مكانته عندي.
للأسف الشديد فإن السنوات الماضية شهدت هجمة الشرسة على قطر للحيلولة دون إقامة هذا المونديال في هذه الدولة الصغيرة حجماً والكبيرة مكانة وقدرات وإمكانات وطموحًا وتطورًا، حيث زادت شدة هذه الهجمة الشرسة حتى عشية افتتاح هذا الحدث الأكبر في العالم.
إن هذه الهجمة الشرسة لم تكن فقط من الدول الغربية والهيئات الفاسدة التابعة لها، بل تعدت ذلك إلى انضمام بعض العرب إليهم، وإن كان ذلك ليس علنياً، لأن في إعلان ذلك إحراج لها أمام قطر الشقيقة لهم.
إن هذه الهجمة الشرسة سواء أكانت من العرب أو العجم، لم ولن تمنع انطلاق البطولة في قطر، ولن تحرم العرب شرف تنظيم هذه البطولة التي ستكون وفق كل التقديرات، الأفضل في تاريخ البطولة السابق واللاحق، فقد انتهى الأمر وأصبح مجرد وقت ليس أكثر.
لقد أبهرت قطر العالم بأسره باستعداداتها لتنظيم البطولة من خلال أكبر عملية إنشاء بنية تحتية رياضية في العالم، الجزء الأكبر منها ستستفيد منها قطر والشعب القطري في المستقبل، بل وتخطى ذلك بأن فرضت قطر كلمتها على العالم بفرض الإرث العربي والإسلامي على البطولة، من خلال تعليماتها للمشاركين بعدم تجاوز الخطوط الحمراء المخالفة للدين والقيم والإنسانية، وهو ما لم يُعجب أحداً من دعاة "المثلية الجنسية" وغيرها من الأمور المحرمة شرعاً.
فقد أصرت قطر على نشر القيم الإسلامية من خلال يافطات كبيرة في المطارات والشوارع للتعريف بها لدى غير المسلمين بطريقة منطقية وسلسلة تُحسب لقطر وقدرتها على الإقناع.
الأمر المُضحك أن السويسري جوزيف سب بلاتر، الرئيس الأسبق للاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي أعلن بنفسه وبفرحة كبيرة بدت على وجهه، فوز قطر بتنظيم البطولة، ولكنه الذي تمت تنحيته عن أكبر تجمع رياضي في العالم بسبب الفساد، خرج علينا مؤخراً بتصريحه الماسخ، بأنه يعتبر إسناد مهمة تنظيم كأس العالم لدولة قطر العربية خطأً، وأنه ما كان له أن يحدث.
هذا التصريح لم ولن يُساوي الحبر الذي كُتب به، فلم يعد هذا الرجل يحظى بثقة أي رياضي في العالم، وقد أثبتت الأيام صحة هذا الاعتقاد، وأثبتت أيضاً أنه يكذب أكثر مما يتنفس، وأنه أكبر فاسد في تاريخ الرياضة العالمية.
غداً ستُفتتح بطولة كأس العالم على أرض الواقع، وباتت كل محاولات سحب ملف تنظيم المونديال من قطر خلف الظهر وبات أصحابها وعرابيها فاشلون في النجاح، وأفشل في إفشال قطر بتنظيم البطولة سواء من باب الحسد أو من باب المنافسة أو من أي باب آخر.
ونحن كعرب ومسلمين، نفخر بالملف القطري والقدرة القطرية والإمكانات القطرية على تنظيم أفضل نسخة لكأس العالم في العصر الحديث.