فلسطين أون لاين

​ثبت في معركتَيْ "حجارة السجيل" و"العصف المأكول"

القسامي "عرفات".. مضى للشهادة أميرًا من باطن الأرض

...
عناصر من القسام خلال مشاركتهم في تشييع الشهيد عرفات أمس
خان يونس - ربيع أبو نقيرة

منذ التحاقه بصفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عام 2011، كان يرقب الشهادة التي أخيرا نالها، أثناء عمله في أنفاق المقاومة.

وفي سبيل تحقيق غايته وهدفه ومسعاه، أبلى الشهيد القسامي عبد الرحمن أسعد عرفات (24عاما)، شبابه وجهده وعرقه في سبيل الله، غاضا الطرف عن متاع الدنيا وملذاتها.

والدته كانت تتوقع قدوم يوم زفافه، ليس على عروسه في الدنيا؛ بل زفاف الشهداء إلى الجنة والحور العين التي كان يتمنى، وبكلماتها القصيرة تقول في حديثها لصحيفة "فلسطين": "عبد الرحمن كان يعرف أنه يوما سيرتقي شهيدا".

وليس أدلّ على ذلك رده على والده عندما أخبره بأنه سيلجأ إلى جلب البلاط لتجهيز شقته بنظام التقسيط أو الدين، فكانت إجابته: "لا أريد تقسيطا أو دينا، فأنا لن أعيش طويلا في هذه الدنيا"، وفق والدته.

وأوضحت الوالدة المكلومة وكلها فخر بشهادة نجلها، أن علاقته مع أهله جيدة، وكان يحرص على سعادتها، قائلة: "لم أوقظه للصلاة يوما، كنت أجده مستيقظا قبلي، خاصة لصلاة الفجر".

وعبرت عن دعمها للمقاومة بكلمات معدودة قائلة: "واصلوا عملكم، واصلوا الطريق حتى النصر ولا تيأسوا، وامضوا على طريق عبد الرحمن"، مضيفة: "ربنا يصبرنا على فراقه، عبد غال علينا، لكن الوطن أيضا غالٍ والمقدسات غالية".

و"كان عبد الرحمن من أمراء الالتزام في عمله، ومواعيده مضبوطة، حتى أنه كان يترك المناسبات ويقدم الواجب إن كان فرحا أو حزنا قبيل الموعد المقرر خصوصا في الأفراح، في سبيل أداء عمله على أكمل وجه"، والحديث لوالده.

وأوضح أنه كان يجهز شقة سكنية من أجل تزويج نجله، لكنه لم يلتفت لذلك يوما، وكان يُعرِض عن متاع الدنيا وملذاتها.

وقال عرفات: "نحتسبه شهيدا مع الأنبياء والصديقين والشهداء، ونشكر المقاومة التي شرفتنا بشهادته، ونشد على أيادي المقاومين".

أما عمه، عبد العزيز عرفات، فحمد الله وقال: "نحتسبه شهيدا، كنا نتوقع خبره، وكنا دائما نساعده في ذهابه وعودته من العمل".

بدوره، قال عمه خالد عرفات، وهو يجلس عند رأس عبد الرحمن ليودعه في مسجد إبراهيم خليل الرحمن، ببلدة عبسان الجديدة شرق محافظة خان يونس: "ينتابنا الحزن والحسرة على فراقه.. كنا نتوقع خبر شهادته يوميا، فقد كان يودعنا قبل خروجه إلى عمله".

وتابع: "كان يعرف نفسه أنه ليس من أهل الدنيا وأنه مشروع شهادة، في الحديث اليومي كنا نرغبه في الزواج، فكان يقول إنه يريد الزواج في الآخرة، ولم يكن يطمع في الدنيا ومتاعها".

وأضاف عرفات: "نحيي المقاومة ونشد على أيدي المقاومين، وندعوهم -شباب الأنفاق- للمضي قدما على درب عبد الرحمن وعلى درب الشهيد أمير أبو طعيمة ومن سبقوهم".

أفعاله تسبق أقواله

وفي حديث أحد جنود كتائب القسام الملثمين الذين شاركوا في جنازة الشهيد عرفات، لصحيفة "فلسطين"، قال: "نحتسبه شهيدا مقبلا غير مدبر، ولا نزكي على الله أحدا".

وأوضح أن عبد الرحمن التحق بصفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام منذ عام 2011، وكان من المجاهدين الذين ثبتوا في معركتي حجارة السجيل والعصف المأكول، وأثبتوا بجدارة أنه من الذين يريدون لقاء الله تعالى على درب الدم والشهادة من أجل رفع كلمة التوحيد في الأرض وتحرير المقدسات والأرض.

وأشار إلى أنه منذ انضمامه لكتائب القسام، التحق بوحدة الأنفاق القسامية، وشهدت له معظم الأنفاق في المنطقة العمل الجاد والدؤوب، قائلا: "تميز بالعمل الدؤوب والجاد، كما أنه قليل المزاح ولا يمزح إلا بحق، ومما يشهد له أنه كثير الصمت، وهذا يدل على أن فعاله كانت تسبق أقواله، إلى أن لقي الله تعالى".

وتابع: "ليعلم الاحتلال، لن نغادر خندق المقاومة ولن نترك بندقيتنا، وسنبقى على درب المقاومة مقبلين حتى زواله"، داعيا الشباب للوقوف بجانب المقاومة وأن يكونوا معها ويلتحقوا بصفوفها، حتى النصر أو الشهادة.

ونعت كتائب القسام الشهيد عرفات في بيان صحفي وصلت "فلسطين" نسخة عنه، موضحه أنه لقي ربه شهيداً –بإذن الله تعالى- أول أمس أثناء عمله في أحد أنفاق المقاومة.