لا تنفصل مشاريع المصادرة والاستيطان المتلاحقة التي تستهدف قرية بتير غربي بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، عمّا يسمى بـ"مشروع القدس الكبرى" الذي تنفذه سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق أهدافها في التوسع، وتقطيع أوصال التجمعات السكانية للفلسطينيين والتضييق عليهم.
وتعمل سلطات الاحتلال من خلال التصديق على بناء مشاريع بناء، وبنى تحتية، من طرق وأنفاق في القرية والمناطق المحيطة بها، إلى ربطها بالمستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، خاصة الموجودة على أراضي المواطنين في القدس المحتلة.
ومؤخرًا، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مخطط إسرائيلي لإقامة حي استيطاني جديد على أراضي قرية بتير، يشمل بناء 560 وحدة استيطانية، وفي يونيو الماضي، كشفت إذاعة جيش الاحتلال عن مخطط استيطاني، يشمل آلاف الوحدات الاستيطانية والمنشآت السياحية، لتوسيع مستوطنة "جيلو" على حساب قرية بتير.
"القدس الكبرى"
وأكد المختص في شؤون القدس، فخري أبو دياب، أن محاولات الاحتلال للسيطرة على أراضِي المواطنين في قرية بتير تأتي في سياق مخطط ما تسمى بـ"القدس الكبرى"، لإيجاد تواصل جغرافي بين المستوطنات في الضفة والقدس.
وقال أبو دياب لصحيفة "فلسطين"، إن الاحتلال يعمل على تجسيد فكرة الضم الفعلي للضفة الغربية ولكن بالتدرج حتى لا يواجه العالم حول هذا القرار.
وأشار إلى أن سكان بتير توجهوا للمحكمة العليا للاحتلال، رغم علمهم بعدم حيادية المحكمة، ولكن يريدون كسب بعض الوقت قبل مصادرة أراضيهم، مشددًا على أن أصحاب تلك الأراضي يمتلكون وثائق تؤكد حقهم بها، ولكن الاحتلال يعمل على مصادرتها.
وبين أن محكمة الاحتلال ستحكم لصالح المستوطنين في القضية التي رفعها أصحاب الأراضي الأصليين من قرية بتير، لوقف مصادرة أراضيهم وبناء مشاريع استيطانية عليها.
وذكر أبو دياب أن هناك الكثير من القضايا التي قضت فيها محاكم الاحتلال لصالح المستوطنين بحجج ودواعِ أمنية، أو بدعوة تحسين حياة المستوطنين، أو إقامة مشاريع بنى تحتية.
ولفت إلى أن أراضٍ بتير تعد من أهم الأراضي الزراعية في فلسطين وهي محمية وفق قرار لمنظمة "اليونسكو"، وهي البوابة والحامية الجنوبية لمدينة القدس المحتلة، والمسجد الأقصى، ولذلك يريد الاحتلال السيطرة عليها.
من جهته، أكد مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد "أريج"، سهيل خليلية، أن سلطات الاحتلال تعمل على إعادة ترسيم حدود مدينة القدس المحتلة، وضم مستوطنات جديدة، وشرعنة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية من خلال إعلانها "مناطق خضراء"، أو محميات طبيعية.
وأوضح خليلية لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يهدف من مصادرة أراضي بتير، إلى قطع التواصل بين الفلسطينيين وأراضيهم، حيث يضغط على المواطنين من خلال منع البقاء فيها وإطلاق المستوطنين في تلك المناطق، ومنع وصول المياه إلى أراضي القرية.
ولفت إلى أن المستوطنين يعتدون على المزارعين في قرية بتير، ويقيمون طقوسًا دينية فيها، بهدف اختلاق وجود مقام ديني لهم في القرية من أجل البقاء فيها، ومحاولة الاستيلاء على أراضيها.