ها هو نتنياهو يعود مرة أخرى على رأس الحكومة الصهيونية الأكثر تطرفاً وعنصرية في تاريخ دولة الاحتلال ليضرب عرضَ الحائط من جديد بجميع الاتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير ويتنكر للحقوق الفلسطينية بشكل مستفز أمام العالم، حتى دون أن يراعي مشاعر الذين فاوضوه سنوات مديدة، وسبقته في ذلك الإدارة الأمريكية التي خيبت ظن أولئك الذين راهنوا عليها وعلى وعودها المعسولة وصدقوا أنها من الممكن أن تخالف المواقف الصهيونية ولو لمرة واحدة.
ويأتي كل ذلك والأرض تعاني وتشكو ظلم المحتل وقلة حيلة أهلها، فعملية هدم البيوت وإخراج أصحابها عنوة منها وإعمال جرافات بني صهيون فيها أمام مرأى العالم وحسرة أهلها لا تكاد تغيب يوماً واحداً منذ أن وطِئت أقدام المحتل الغاشم هذه الأرض المباركة.
ولعل أصعب المشاهد ما تعانيه مدينة القدس من تهويد منظم ومتزايد تشرف عليه حكومة الإرهاب الصهيوني بمعاونة المنظمات والجمعيات والحركات الصهيونية والمتصهينة حول العالم, التي لم يكتب لها النجاح إلا بعد اطمئنان يهود إلى صمت العرب والمسلمين في أرجاء العالم بعدما انشغلوا بأنفسهم عن مقدساتهم, حتى وصل الأمر مؤخراً إلى الاعتداء على المسجد الأقصى من العصابات الصهيونية تحت حراسة الشرطة وأجهزة الأمن في دولة الاحتلال, عدا عن حالات الطرد المتكرر للسكان المسلمين والمسيحيين من منازلهم التي يملكونها منذ مئات السنين وقبل قيام الكيان الصهيوني العنصري على أرض فلسطين ويسلموها للمستوطنين الغاصبين أمام مرأى من العالم وفي تجاوز صارخ لكل الحقوق وللقانون الدولي الإنساني.
جميع هذه الأحداث المتتالية والمتسارعة تؤكد مضي العدو الصهيوني في تنفيذ مخططاته الرامية إلى طرد العرب من المدينة المقدسة في محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي لصالح اليهود، وتغيير معالم المدينة المقدسة للوصول إلى إقامة هيكلهم المزعوم، وتتزامن هذه الأحداث مع تنفيذ مخطط آخر تشرف عليه كذلك حكومة الإرهاب بعد إعلان نتنياهو يهودية الدولة يرمي إلى طرد السكان العرب من الداخل بذريعة أن هذه الدولة لا تتسع إلا لليهود فقط، حيث توافق في ذلك إرهاب نتنياهو مع عنصرية بن غفير في المضي بتنفيذ تلك المخططات المجرمة في أثناء ولايتهما.
وهذا ما يستدعي استمرار حالة النفير العام لدى الشعب الفلسطيني والتوجه للقدس المحتلة والمسجد الأقصى دفاعاً عنه وعن جميع المقدسات والأرض الفلسطينية التي تتعرض لهجمة مبرمجة من قبل العصابات الصهيونية، عدا عن حالة الغليان التي يجب أن تصل إلى جميع المسلمين في أرجاء المعمورة للذود عن فلسطين والأقصى المأمورين بالدفاع عنهما.