دعا مواطنون ومزارعون في مدينة طولكرم حكومة محمد اشتية لوقف استمرار تقديمها موافقات على إنشاء كسارات بين أراضيهم الزراعية، وتحويل الأراضي من زراعية إلى صناعية.
وأكد مواطنون ومزارعون في أحاديث منفصلة مع صحيفة "فلسطين"، أمس، أن إنشاء الكسارات بين الأراضي المثمرة بالزيتون في قرى طولكرم سيقضي على تلك الأشجار، بسبب الغبار، والأضرار البيئية التي تنجم عن أعمال الكسارات المستمرة.
وبين المزارعون أن الكسارات المنتشرة بين أراضيهم في قرى طولكرم، تقف وراء وجودها وزارت الزراعة والصناعة والحكم المحلي، بالرغم من الأضرار التي تسببها للبيئة والمواطنين، وتأثيرها في البنية التحية والشوارع، والقطاع الزراعي.
وأكد المزارع محمود نمر من قرية كور جنوب مدينة طولكرم، أن لديه 200 دونم مزروعة جميعها بأشجار الزيتون، تعرضت للضرر، وبعضها للتلف بسبب الغبار الناتج عن الكسارات في المنطقة.
وقال نمر: "الحكومة وراء المشكلة البيئية التي نعانيها في قرى طولكرم، لأنها لا تتوقف عن منح التراخيص والموافقات لأصحاب الكسارات، وهو ما حول أراضينا إلى غبار وأماكن لا يمكن أن تنجح فيها الأشجار".
وأضاف أن "قيام الوزارات في حكومة اشتية بالموافقة على تحويل مساحات زراعية واسعة من تصنيف زراعي إلى صناعي تمهيدًا لإقامة الكسارات في تلك القرى والأراضي، مشكلة أيضا".
وشدد على أن المطلوب هو وقف منح تراخيص جديدة لإقامة أي كسارات بين الأراضي الزراعية، والعمل على تقنين الموجودة منها بين أراضي المواطنين المثمرة بالزيتون.
اقرأ أيضًا: كسارات الاحتلال على أراضي "الزاوية".. مصائد لقتل المواطنين!
كذلك يؤكد المزارع في قرية سفارين بطولكرم، محمود جمعة، أن أراضيهم تحولت إلى غبار وغير صالحة للزراعة، إضافة إلى أن الأشجار الموجودة مهددة بأن تموت بسبب المواد الكيميائية الصادرة عن تلك الكسارات.
وقال سفارين الذي يمتلك 60 دونما بقرية سفارين: "حين ذهبنا هذا العام لقطف ثمار الزيتون وجدنا الغبار يكسو الأشجار والثمار، وأصابتنا حالة من الغضب، جعلتنا نذهب بوقفات احتجاجية أمام وزارتي الزراعة والحكم المحلي للمطالبة بإنهاء معاناتنا".
وأوضح أن الوزارات هي المتسبب الرئيس في مشكلة الأراضي الزراعية في قرى طولكرم بسبب إهمالها أشجار المواطنين وتقديم مصلحة رجال الأعمال والكسارات عليهم من خلال منح موافقات لهم.
وبين أن أهالي القرى وأصحاب الأراضي الزراعية نفذوا وقفات احتجاجية كثيرة، وناشدوا رئيس السلطة أكثر من مرة ضرورةَ وقف إنشاء الكسارات بين أراضيهم ولكن لم تكن هناك أي استجابة.
وأشار إلى أن أصحاب الأراضي سيعملون على منع إقامة أي كسارة جديدة بين أراضيهم بكل الطرق سواء القانونية، أو عرقلة عمل هذه الكسارات التي تنشر المرض.
كذلك يقول المزارع حمدان منصور إن أرضه الزراعية البالغة مساحتها 100 دونم كانت تنتج عن كل 100 كيلو زيتون "تنكة" زيت كاملة، ولكن بعد انتشار الكسارات بالأراضي وانتشار الغبار تراجع الإنتاج بشكل كبير.
وقال منصور: "الآن كل 150 كيلو زيتون ينتج تنكة زيت واحدة، وهذا بسبب التلوث الذي ينتشر في الأراضي الزراعية نتيجة الكسارات والتفجيرات الناتجة عنها والغبار".
وأوضح أن الكثير من أصحاب الأراضي تركوا أراضيهم ولم يعودوا يهتمون بها بسبب انتشار الكسارات والأضرار الناتجة عنها، وذلك خوفًا على صحتهم.