تقيم سلطات الاحتلال على أراضي قرية الزاوية قضاء سلفيت، شمالي الضفة الغربية المحتلة، كسارات لسرقة الحجارة بعد طحنها لبناء المستوطنات في الضفة الغربية، وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
"كسارات الموت" كما وصفها أهالي قرية الزاوية في حديث مع صحيفة "فلسطين"، لم تصادر الأرض ومواردها الطبيعية، بل أصبحت مصائد للعمال والمزارعين الذين يتهربون للعمل داخل ورش الاحتلال الإسرائيلي.
ويروي العامل مصطفى الأقرع خطورة التهرب من منطقة الكسارات؛ قائلاً: "عندما أخرج من البيت لا أعرف هل سأعود إليه أم أنني سأقع في حفر الكسارات العميقة؟، فالمنطقة أصبحت مصائد لسكان المنطقة بأكملها".
ويضيف الأقرع: قبل أسبوعين وخلال ملاحقة أحد العمال، وقع عامل في منطقة الكسارات وهو في حالة هروب من شرطة الاحتلال وما يسمى "حرس الحدود" الإسرائيلي، وفارق الحياة على الفور.
وأشار إلى أن الحفر الناتجة عن عمل الكسارات، يصل عمقها إلى أكثر من 50 مترًا، "فالكسارات تقضم صخور المنطقة بشكل عمودي وحاد".
وقال الناشط نعيم شقير من قرية الزاوية: الاحتلال وضع جدارًا على هذه الكسارات وأصبحت معزولة خلف الجدار وهناك عشرات العمال يتهربون من المنطقة، وتقوم سلطات الاحتلال بملاحقتهم لمنعهم من الذهاب إلى عملهم وهم يأتون من كافة أنحاء الضفة الغربية كون المنطقة يمكن التهرب منها، ومن لا يعرف المنطقة من العمال يقع في حفر الكسارات العميقة ويفارق الحياة على الفور فلا مجال أن يكون جريحًا من يسقط في منطقة الكسارات، فهي تصادر موارد الأرض وتقتل من يسير عليها من أجل أن تجني شركات الاحتلال الأرباح الطائلة من موارد الأراضي الفلسطينية.
وأضاف شقير، لصحيفة ـ"فلسطين": هناك قرار أممي بعدم قانونية سرقة الأرض المحتلة، إلا أن الاحتلال يعتبر الأرض إسرائيلية، ويملك كامل السيادة عليها سواء بالمصادرة ومنع استخدام الأهالي لها أو من خلال سرقة مقدراتها فوق سطح الأرض وفي جوفها.
وتابع قائلاً: "منطقة الكسارات كانت سلة الغذاء لأهالي المنطقة فهي مصدر رئيس لدخلهم، وبعد إقامة الكسارات وجدار الفصل العنصري حرم المئات من المزارعين من استخدام أراضيهم وأصبحت فارغة، حتى أن الأغنام حرمت من الرعي في تلك المنطقة، وأصبح هدير محركات الكسارات هو الساكن في المنطقة".
من جهته، قال الستيني عبد الرحمن شقير، وهو صاحب أرض هناك: أنا أملك الأوراق الثبوتية لأرضي وجاءت شركات الاحتلال لتقيم عليها كسارة كسرت ظهورنا، فذكرياتي في هذه الأرض ما زالت حية، وأصبحت أرضي كسارة تقتل العمال المتوجهين لعملهم، فالاحتلال يصادر أرضنا ويقتلنا فيها.
وكان الاتحاد الأوروبي أدان الاحتلال في سرقة مقدرات الفلسطينيين الواقعة في مناطق "ج".