فلسطين أون لاين

تقرير الحمضيات في أسواق غزة.. والزراعة ترجح إنتاج 44 ألف طن

...
صورة أرشيفية
غزة/ رامي رمانة:

على امتداد (30) دونمًا زراعية شمال قطاع غزة، يتنقل المزارع عبد القادر حماد، بين أشجار الحمضيات، ليقطف الثمار الناضجة ويطرحها في الأسواق المحلية بغزة، آملًا أن يحقق مكاسب مالية جيدة في الموسم الحالي.

حماد الذي ورث مهنة الزراعة عن والده، عبر عن بالغ سعادته بحجم الإنتاج الوفير في الموسم الحالي، عادًّا إياه أفضل من الموسم الفائت.

وتبلغ مساحة زراعة أشجار الليمون في أرضه حوالي (20) دونمًا زراعية، على حين تبلغ مساحة أشجار برتقال أبو صرة حوالي (7) دونمات، وتبلغ زراعة أشجار الكلمنتينا (3) دونمات، إلى جانب أشجار معدودة من برتقال البلنسيا.

وتحتاج الحمضيات حسب حماد إلى المياه العذبة، لذلك تكثر زراعتها في شمال القطاع، والزيتون الذي يتحمل ملوحة المياه تتركز زراعته في جنوب ووسط قطاع غزة.

ويؤجل حماد طرح كامل المحصول في الأسواق في الوقت الراهن، بانتظار انتهاء المواطنين من شراء الزيتون الذي يأخذ أهمية في السلة الغذائية الفلسطينية.

على حين قال المزارع خالد أبو عاصي الذي يمتلك (11) دونمًا زراعية من الحمضيات: إن اهتمام المزارعين بزراعة الحمضيات لم يعد كما في السابق، والسبب يعود إلى تجريف الاحتلال أراضي كبيرة والحاجة لمياه عذبة، إلى جانب حاجة الحمضيات إلى مدة زمنية طويلة في النمو مقارنة بمحاصيل الخضراوات الأخرى.

وحث أبو عاصي في حديثه لصحيفة "فلسطين" المؤسسات الزراعية على ضرورة دعم المزارعين بتكاليف الإنتاج والتسويق، وحماية الإنتاج المحلي من المستورد.

اقرأ أيضًا: الزراعة تُقدِّر إنتاج غزة من الحمضيات في الموسم الحالي بـ35 ألف طن

من جهته أفاد المتحدث الفني باسم وزارة الزراعة، محمد أبو عودة، أن إجمالي مساحة الحمضيات المزروعة في قطاع غزة (18400) دونم، المثمر منها (13750) دونمًا.

ورجح أبو عودة في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن يسجل إنتاج الحمضيات الموسم الحالي (44) ألف طن.

وأوضح أبو عودة أن وزارة الزراعة تُعطي فرصة تسويقية للإنتاج المحلي في الأسواق، بمنع إدخال البديل لحين انتهاء المزارعين من تسويق إنتاجهم، مشيرًا إلى أن مدة تسويق الحمضيات تمتد لنحو (4) أشهر.

وبين أبو عودة أن زراعة الليمون تشهد توسعًا في قطاع غزة أكثر من أصناف الحمضيات الأخرى خاصة ذات الصنف الشهري.

وتطرق أبو عودة إلى عوامل أسهمت في تراجع زراعة الحمضيات في قطاع غزة في السنوات العشرة الأخيرة، أبرزها تجريف الاحتلال مساحات كبيرة من أشجار الحمضيات في عدواناته المتكررة على القطاع، ووقف التصدير، وملوحة المياه، والآفات التي تصيب الحمضيات وارتفاع تكلفة المبيدات، وكبر بعض الأشجار وضعف إنتاجها، وتراخي اهتمام المؤسسات الزراعية بإنتاج الحمضيات والأهم الزحف العمراني وتفتت الملكية.

من جهته، دعا الخبير الزراعي نزار الوحيدي إلى زيادة الاهتمام بزراعة الحمضيات ومساعدة المزارعين على التغلب على العقبات الفنية واللوجستية.

وقال الوحيدي لصحيفة "فلسطين": إن قطاع غزة يحتاج إلى إدخال أصناف من الحمضيات القادرة على التكيف مع ظروف الطقس والتربة والمياه، وتكثيف الإنتاج.

وأضاف الخبير الوحيدي أن المزارع يحتاج إلى دعم فني من وزارة الزراعة والمؤسسات الزراعية إلى جانب الدعم المالي واللوجستي لتمكينهم وتشجيعهم على الصمود.

وأكد الوحيدي أهمية تسويق إنتاج الحمضيات بأسعار ملائمة للمزارعين، وأن تتم الاستفادة من فائض الإنتاج في التصنيع.

وحسب إحصائية لوزارة الزراعة فإن كمية تصدير الحمضيات انخفضت في الفترة الممتدة بين عامي (1994-2006)، تزيد على نسبة 90 بالمئة، ما شكل تحديات كبيرة أمام المزارعين الذي دفع بعضهم إلى العزوف عن الاهتمام بالحمضيات والتوجه نحو استبدال محاصيل زراعية أخرى بها.

ونشطت زراعة الحمضيات على أساس علمي بعد الحرب العالمية الأولى وتركزت في السهل الساحلي الفلسطيني لتوفر المياه الكافية والتربة الخفيفة المناسبة فيه.