فلسطين أون لاين

يابانيون أحرقوا مدناً بالحرب العالمية.. تعرف على السبب

...
الحرب العالمية الثانية

خلال فترة الحرب العالمية الأولى، عانت العديد من الدول المشاركة بالحرب العالمية من نقص فادح بالمواد الغذائية، حيث فضلت أغلب الحكومات تخصيص مواردها الغذائية للجنود المتواجدين على جبهات القتال واعتماد نظام الحصص لبقية أفراد الشعب.

وأسفرت هذه العوامل خلال سنوات الحرب، عن تفشي المجاعة بالعديد من الدول كروسيا والنمسا وألمانيا التي توفي حوالي 700 ألف من سكانها بسبب سوء التغذية.

تزامنا مع ذلك، عاشت اليابان أواخر الحرب العالمية الأولى، أثناء فترة الإمبراطور تايشو (Taishō)، على وقع وضع مشابه حيث سجل سعر الأرز، الذي مثل الغذاء الشعبي لكثير من اليابانيين، ارتفاعا كبيرا وتسبب في بداية احتجاجات عنيفة لقبت باحتجاجات الأرز.

ارتفاع سعر الأرز

أسفرت زيادة أسعار الأرز عن انفجار أزمة اقتصادية باليابان، خاصة بالمناطق الريفية التي اعتمد سكانها عليه بشكل كبير بوجباتهم الغذائية.

وخلال تلك الفترة، عبّر الفلاحون اليابانيون عن سخطهم من قوانين تسعيرة الأرز التي فرضت عليهم بيعه للتجار بثمن رخيص مقارنة بسعره الحقيقي المرتفع بالسوق اليابانية.

كما جاء ارتفاع سعر الأرز حينها لينضاف لموجة الغلاء والتضخم التي عاش على وقعها العالم منذ مطلع القرن العشرين حيث سجلت حينها أسعار المنازل ومواد البناء والخدمات ارتفاعا كبيرا مقارنة بما كانت عليه بالسابق.

أمام ضعف مداخيلهم، وجد عدد كبير من اليابانيين أنفسهم أمام أزمة حقيقية تزامنت مع ارتفاع سعر الأرز الذي مثّل الغذاء الشعبي بالبلاد.

وبحلول منتصف العام 1918، لجأت الحكومة اليابانية لقرار سيئ عمدت من خلاله لشراء كمية هامة من مخزون الأرز بالبلاد لدعم جنودها الذين توغلوا بسيبيريا ضمن عملية عسكرية دولية موجهة ضد البلاشفة الذين استولوا على السلطة بروسيا.

بسبب هذا القرار، امتدت الاحتجاجات باليابان لتبلغ كبرى المدن التي تشاءم سكانها من تواصل ارتفاع سعر الأرز.

احتجاجات وشغب

مثلت احتجاجات الأرز عام 1918 واحدة من أكبر الاحتجاجات بتاريخ اليابان الحديث. وقد اندلعت أولى التحركات الاحتجاجية يوم 23 تموز/يوليو 1918 بمدينة يوزو (Uozu) الساحلية، التي قطنها عدد كبير من الصيادين، بمقاطعة توياما (Toyama).

ففي بادئ الأمر كانت الاحتجاجات سلمية، حاول خلالها المنظمون جمع أكبر عدد من التواقيع ضد غلاء سعر الأرز.

وتدريجيا، تدهورت الأوضاع لتتحول هذه الاحتجاجات لأعمال شغب وإضرابات وعمليات خلع وسرقة للمحلات التجارية، فضلا عن ذلك، هاجم المحتجون بالمدن اليابانية مراكز البريد والشرطة وأحرقوها.

وبحسب إحصائيات تلك الفترة، شهد العام 1918 أكثر من 600 عمل تخريبي شارك به نحو مليوني ياباني بمئات المدن. فضلا عن ذلك، تحدثت تقارير الشرطة اليابانية عن استخدام المحتجين للأسلحة النارية والقنابل الحارقة.

إلى أن أسفرت احتجاجات الأرز عام 1918 عن استقالة رئيس الوزراء ترايوشي ماساتاكي (Terauchi Masatake).

بالتزامن مع ذلك، باشرت السلطات اليابانية بحملة اعتقالات أسفرت عن اعتقال 25 ألف شخص أدين 8 آلاف منهم ونالوا عقوبات تراوحت أساسا بين السجن والإعدام.

المصدر / وكالات