أغرق المنخفض الجوي وما رافقه من أمطار غزيرة داهمت قطاع غزة صباح أمس مناطق متفرقة، ما تسبب بإغلاق بعض الشوارع والطرق، في وقت بذلت فيه فرق الطوارئ التابعة لبلديات القطاع ومعها طواقم الدفاع المدني جهدها في التصدي للمنخفض.
ورصدت صحيفة "فلسطين" وعدسات كاميراتها غرق العديد من المركبات في بعض الشوارع، وتوقف حركة السير في مناطق رئيسة من المحافظات في إثر ذلك.
وتداول نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي أظهرت غزة بمشهد جديد مع أول منخفض جوي تأثر به القطاع الذي تعرض لآلاف الضربات الجوية التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي في السنوات الماضية.
ا️قرأ أيضاً: لجنة الطوارئ الحكومية: تم تجاوز آثار المنخفض بعد ساعة من هطول الأمطار
وقد أدت تلك الضربات إلى تدمير البنى التحتية في مناطق واسعة من قطاع غزة، ولا تزال بحاجة لعمليات ترميم وصيانة، قد يستغرق إتمامها سنوات بفعل ضعف التمويل والحصار الإسرائيلي المفروض منذ نحو 15 عاما.
وبينما تساءل العديد من المواطنين عن دور البلديات في مواجهة المنخفض، شوهدت فرق البلديات وهي تقوم بتنظيف أنابيب الصرف الصحفي ومسالك تصريف مياه الأمطار إما إلى البرك المخصصة لتجميعها، وإما صبها في بحر غزة.
كما شوهد رئيس بلدية غزة د. يحيى السراج في جولة ميدانية يتفقد المناطق الأكثر تأثرًا بالمنخفض الجوي.
أمطار غزيرة
وأوضحت بلدية غزة أن كمية الأمطار التي هطلت على مدينة غزة تراوحت من 35 – 45 ملم في ساعة واحدة، صباح أمس، وهو ما يشكل قرابة 11% من المعدل السنوي العام.
وقالت البلدية في تصريح صحفي: كمية الأمطار التي هطلت تفوق القدرة الاستيعابية لخطوط تصريف مياه الأمطار في الوضع الطبيعي، فكيف هو الحال بخطوط متهالكة ومتضررة بفعل اعتداءات الاحتلال المتكررة وخاصة الاستهداف المباشر والمركز للبنية التحتية في عدوان 2021.
وبيّنت أنه تم تصريف مياه الأمطار المتجمعة في الشوارع والأحياء المختلفة بعد نهاية ذروة انهمار المطر بوقت قصير، وعادت الحياة والأوضاع إلى طبيعتها.
وذكرت أن طواقم البلدية انتشرت ميدانيًا منذ اللحظة الأولى للمنخفض الجوي وتعاملت مع الإشارات الواردة من المواطنين أولاً بأول، في أثناء الهجمة المطرية الكبيرة، مشيرة إلى أن وحدة المعلومات والشكاوى استقبلت منذ الساعة 07:30 صباحًا وحتى مساء أمس، 600 إشارة، منها 149 شكوى.
وأكدت البلدية أنها بذلت قصارى جهدها في الاستعداد لموسم الشتاء منذ سبتمبر الماضي، وذلك بتنظيف وتعزيل 4400 مصرف لمياه الأمطار، وتهيئة وتجهيز 4 برك رئيسة لتجميع مياه الأمطار وزيادة قدرتها الاستيعابية والترشيحية، وتنظيف أحواض الترسيب، وتقليم ما يزيد على 2000 شجرة ذات الأغصان الكبيرة، وكنس وتنظيف شوارع المدينة.
ونبهت إلى أن لجنة الطوارئ حذرت عديد المرات من التداعيات السلبية والخطيرة لتأخر عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، ورغم ذلك نفذت أعمال صيانة مؤقتة للبنية التحتية وفق الإمكانيات والموارد المتاحة.
وأشارت إلى أن المنطقة العربية والأراضي الفلسطينية المحتلة ذات البنية التحتية الضخمة والمتطورة شهدت غرق العشرات من الشوارع والمدن بفعل المنخفض الجوي الحالي.
ولفتت البلدية إلى أن لجنة الطوارئ سجلت إشكاليات عديدة بفعل السلوكيات الخاطئة للبعض في مناطق مختلفة من المدينة والتي تسببت بدورها في تفاقم الوضع في أثناء تساقط الأمطار، منها إلقاء المخلفات داخل خطوط وشبكات التصريف، وإغلاق مصارف الأمطار وخاصة قرب تقاطع شارعي الثورة وعبد القادر الحسيني (التايلندي) والجندي المجهول ومحيط مسجد الكنز وشارع طارق بن زياد وشارع الوحدة، وفتح أغطية المناهل، ووضع الأتربة ومواد البناء أو ألواح خشبية ومعدنية فوق فتحات التصريف، ما أثر في انسيابية المياه داخل الشبكة وارتفاع المنسوب في الشوارع.
كما أهابت بالمواطنين فصل خطوط ومزاريب تصريف مياه الأمطار عن شبكات الصرف الصحي.
وأكدت البلدية أنها تبذل ما بوسعها وتتخذ ما يلزم من إجراءات لاستخلاص العبر في معالجة الإشكاليات التي ظهرت خلال المنخفض الجوي الحالي، وأننا في حالة انعقاد دائم للتعامل مع أي حدث طارئ.
المدارس والطلبة
كما تسببت أمطار المنخفض الجوي في إغلاق بعض بوابات المدارس وحالت دون وصول عدد من الطلبة إليها، وإزاء ذلك أصدرت وزارة التربية والتعليم بغزة توجيهاتها لمديرياتها ومدارسها بالحفاظ على سلامة الطلبة خلال فترة المنخفض الجوي.
وأوضحت الوزارة في بيان وصلت "فلسطين" نسخة عنه أنها منحت مرونة عالية لمديري التعليم والمدارس الواقعة في المناطق المتضررة من المنخفض، وخاصة في الفترة المسائية، وبينت أنه بإمكانهم اتخاذ قرار الدوام من عدمه، وفقًا للحالة الخاصة بكل مدرسة.
واستجابت أطقم الطوارئ بوزارة الداخلية والأمن الوطني لـ725 اتصال استغاثة من المواطنين. وأفادت الوزارة بأنها وجهت الأطقم الخاصة باستقبال نداءات المواطنين إلى الأجهزة المختصة حسب الحالة، لإجراء المعالجات اللازمة.