أكد نقابيون فلسطينيون أهمية دور النقابات في إصلاح النظام السياسي الفلسطيني، وحثوا على إيلائها مكانة حيوية تنتشلها من حالة الركود التي أصابتها بفعل الانقسام.
جاء ذلك خلال لقاء حواري نظمه ملتقى الفكر التقدمي -محافظة غزة، أمس تحت عنوان "العمل النقابي كمدخل لإصلاح النظام السياسي" بمشاركة ممثلين عن العمل النقابي في فصائل فلسطينية.
اقرأ أيضاً: "النقابات المهنية" يُطالب بريطانيا بالاعتذار عن (وعد بلفور)
وقال المهندس كنعان عبيد ممثلاً عن الإطار النقابي في حركة حماس، إن المجتمع الفلسطيني من أكثر شعوب الأرض المؤطر سياسيًّا، "لذلك فالناخب النقابي بات أشبه بالناخب السياسي، وهذا الأمر سبب معضلة في العمل النقابي".
وأضاف أن السياسة أفسدت العمل النقابي، ما أدى لانعزاله عن ممارسة حقه في نطاق اختصاصه.
وعد أن العمل النقابي بمنزلة "برنامج تأديبي للعمل السياسي"، وهو "بؤرة التربية النقابية والسياسية"، مؤكداً "ضرورة إصلاح السياسيين أنفسهم وصولاً لبرنامج لإصلاح النظام السياسي ككل"، بحسب تعبيره.
وقال عضو الاتحاد الإسلامي في النقابات المهنية-الإطار النقابي للجهاد الإسلامي، مراد بشير، إن العمل النقابي مطلبي إلا أنه في الحالة الفلسطينية إضافة للشق المطلبي؛ نضالي للتحرر من الاحتلال.
وأضاف بشير أن "الواقع الأليم والانقسام السياسي أثّرا في العمل النقابي، بل وطالاه في بعض الأحيان نتيجة فهم مغلوط وممارسة خاطئة للعمل النقابي على حساب مصالح المهنيين وخدمتهم".
وعد أن احتواء العمل النقابي لخدمة عمل السلطات التنفيذية على حساب المصالح المهنية أو عدم سماع أي معارضة على طريق ترسيخ حكم الاستبداد والاستئثار بجميع السلطات، يهدد العمل النقابي".
وشدد على أهمية "اعتبار العمل النقابي نموذجاً لتطبيق فكرته وأساليبه لإصلاح البرنامج السياسي"، مشيراً إلى أن العمل النقابي ليس حكراً على مهنة دون أخرى.
من ناحيته، أكد وائل خلف ممثلاً عن الإطار النقابي للجبهة الديمقراطية، "أن العمل السياسي والحزبي أثرا كثيرًا في واقع الحركة النقابية في الأراضي الفلسطينية".
وأشار إلى "ضعف الحالة النقابية في فلسطين"، لافتاً النظر إلى أن إصلاح النظام السياسي بمنزلة مقدمة لإصلاح العمل النقابي.
اقرأ أيضاً: آخرها "الأطباء".. عباس يشهر "عصاه الثقيلة" ضد النقابات بقرارات "توتيرية"
ونبه محمد نجيب ممثلاً عن الإطار النقابي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى أهمية دور النقابات في فلسطين.
وقال: إن النقابات منذ تشكيلها كان لها دور فاعل على الصعيدين المطلبي والنضالي للقطاعات التي تمثلها من جهة، وفي عملية التحرر والنضال الوطني من جهة أخرى.
وأضاف أن واقع العمل النقابي في فلسطين "مهزوم" لعدة أسباب لها علاقة بالاحتلال والضباب القانوني الذي يخيم عليه، مشيراً إلى أن "الانقسام السياسي ألقى بظلاله على كل مناحي الحياة ومن بينها العمل النقابي".
وبحسب نجيب، فإن "الخروج من الواقع المأزوم الذي يعصف بالعمل النقابي يحتاج إلى جهد كبير جداً، من خلال التركيز على المقومات الرئيسة المغذية للعمل النقابي".