أكد كبير وجهاء عشائر الأردن، الشيخ طراد الفايز، أنّ واجب الشعب الأردني الوقوف مع فلسطين، مشددًا على أنّ الدفاع عن فلسطين قضيةً عقائدية، ففيها قدس الأقداس والمسجد الأقصى المبارك.
وقال الفايز، في حوار مع صحيفة "فلسطين": إنّ الشعب الأردني سيتحرك من أجل فلسطين للقتال وتحريرها "وهذا واجب وطني وقومي وديني"، واصفًا الترابط بين الشعبين الأردني والفلسطيني بمثابة "رئتين في جسد واحد".
اقرأ أيضاً: ثمّن موقفه الأصيل تجاه فلسطين.. هنية يهاتف الشيخ طراد الفايز
وأعرب عن أمنيته بأن يتوحد الشعب الفلسطيني وفصائله وينتهي الانقسام، باعتباره شيئًا مهمًا في توحيد المقاومة، مضيفًا: "قبل العتب على جهود الدول الأخرى وتقصيرها بحقّ فلسطين، يجب أن نعتب على أنفسنا باستمرار الانقسام".
ورفض شيخ قبائل الأردن ما يسمى بـ"حل الدولتين" لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قائلًا: "نريد فلسطين من نهرها إلى بحرها، وليتولى الأوروبيون حل قضية الإسرائيليين واليهود في دولهم، وليس في أرض العرب" مشيدًا في الوقت ذاته، بالمقاومين في جنين ونابلس الذين قاوموا الاحتلال بـ "لغة القوة" التي يفهمها.
وزار الفايز فلسطين في آب/ أغسطس الماضي، والتقى قبائل النقب، واستقبله رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح، وكذلك لعب دورًا في إصلاح ذات البين بين عائلتي "العويوي و"الجعبري" في الخليل.
زيارة هزّت (إسرائيل)
وأشار الفايز إلى أنّ الإعلام العبري اتهمه بعد العملية التي نفّذها الشهيد محمد الجعبري في "كريات أربع" في الخليل بأنها كانت نتيجة "تحريضه"، بعد قيادته للصلح بين عائلتي "الجعبري" و"العويوي"، داعيًا كل العائلات المتخاصمة للتوحد وتوجيه الرصاص ضد الاحتلال.
وأكد أنّ فلسطين في قلب القبائل الأردنية التي باعت خبزها واشترت البنادق وقاتلت واستشهد أبناؤها في فلسطين عام 1948، مشيرًا إلى أنّ لدى عشائر وقبائل الأردن تاريخًا مجيدًا، وأنّ القضية الفلسطينية مهمة للأردن، لكونه أول دولة وشعب يتأثر بشكل مباشر بما يحدث في فلسطين.
وأشار الفايز إلى أنّ الجيش الأردني سطّر ملحمة بطولية في معركة "الكرامة" عام 1968، عندما قاتل أفراده بجانب الفدائيين الفلسطينيين، واستُشهد وجُرح من أفراد الجيش الأردني نحو 520 فردًا.
وبشأن الدور العشائري العربي في خدمة القضية الفلسطينية، قال الفايز: إنّ الشعوب العربية كلها تقف مع فلسطين، مستدركًا: "لو قالوا حيَّ على الجهاد، ستجد كل الشعوب تتجه نحو فلسطين، لكنّ الحكومات العربية تحكمها ظروف سياسية أما الشعوب فكلها مع فلسطين وتواقة للدفاع عنها".
اقرأ أيضًا: الشيخ طراد الفايز يطالب الحكومة الأردنية بإعادة فتح مكاتب حماس
وأضاف: "أقول لأهل فلسطين: إنّ الدنيا فيها خير والوطن العربي بخير، ولكن صبرًا آل ياسر، فهذه الدويلة "المسخ" إلى زوال"، مستشهدًا، بتجربة الجزائر التي تحررت من الاحتلال الفرنسي بعد 128 سنة من المقاومة.
وأشار إلى أنّ القبائل السعودية استقبلت خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري بمشهد باهر وتاريخي لم يسبق له مثيل، معتبرًا ذلك دليلًا على محبة الناس لفلسطين، وأنه لا يوجد عربي ضد فلسطين إلا "الجاحد أو الجاسوس".
مكتب لحماس
وعن مطالبته لحكومة بلاده بفتح مكاتب لحركة المقاومة الإسلامية حماس في الأردن، قال كبير وجهاء عشائر الأردن: "إنّ حماس تضم مواطنين أردنيين يتقدمهم رئيس مكتبها السياسي السابق خالد مشعل، وهي حريصة على الأردن".
وتساءل الفايز: "لماذا لا يتم فتح مكاتب لحماس داخل الأردن"، داعيًا المخابرات والأمن العسكري الأردني لدراسة الأمر.
وقال: إنّ "وجود حماس في الأردن أفضل من عدم وجودها، والحركة أولى من غيرها أن يكون لها مكاتب تمثيلية في المملكة، كونها حركة تحرر إسلامية وترفض إقامة الوطن البديل"، مضيفًا: "أنّ القدس على مرمى حجر من الأردن وهي ليست لحماس ولا لفلسطين بل للأمة كلها والأردن جزء منها".
وحول قرار وزيرة داخلية الاحتلال، إيليت شاكيد، منع دخوله إلى الأراضي المحتلة، اعتبر الفايز المنع بأنه "شرف عظيم له ولحكومته وللقبائل" بأنّ واحدًا من عشرة ملايين أردني هزَّ (إسرائيل)، وأنها "شهادة فخر لكل عربي".
وأردف: "كانوا يريدون اعتقالي لكنّ خوفهم من ردة القبائل والشعب والحكومة الأردنية حال دون ذلك".