يبدي أهالي الأسرى مخاوفَ متزايدة على حياة أبنائهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، من جراء الانتهاكات المتصاعدة بحقهم، وأبرزها فرض الإجراءات العقابية، والإهمال الطبي، والحرمان من الزيارة، وعمليات القمع والتنكيل.
عبر الأهالي عن هذه المخاوف خلال اعتصامهم الأسبوعي في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غرب مدينة غزة، أمس.
اقرأ أيضاً: ربع قرن على نشأة الاعتصام الأسبوعي .. أهالي الأسرى في غزة يتوقون لأبنائهم
جاءت الستينية نجاح شمالي من حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، إلى مقر "الصليب"، للاعتصام والتعبير عن تضامنها مع نجلها الأسير أحمد في سجن "نفحة" الصحراوي، حيث يقبع هناك منذ 2 أغسطس/ آب 2008.
وقالت لـ "فلسطين": إنها تواقة لرؤية نجلها الثلاثاء المقبل، حيث موعد زيارته في "نفحة".
كانت آخر مرة زارت فيها ابنها، خلال أغسطس الماضي، وبينما أكدت أنه لم يشتكِ أمامها من انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى، إلا أن المعاناة تتجلى وتهيمن على معالم وجهه.
وتحرص شمالي على المشاركة في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى، والفعاليات المساندة والداعمة لهم. وهذا ما تفعله أيضًا نعمة الحداد (60 عامًا)، والدة الأسير سميح الحداد القابع في سجن "نفحة".
واعتقلت قوات الاحتلال الحداد (37 عامًا) في 2006، وحكمت عليه بالسجن الفعلي لمدة 20 سنة.
اقرأ أيضاً: أهالي الأسرى المضربين يستصرخون لإنهاء معاناة أبنائهم و"السلطة" تصم آذانها
وقالت والدة الحداد: إن آخر زيارة لنجلها الأسير، كانت يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وكل شهرين أو ثلاثة تتجدد الزيارة له في سجن نفحة، مبينة أن الأسير يعاني آلامًا حادة في منطقة الظهر بسبب الانزلاق الغضروفي الذي يعانيه.
وذكرت أن نجلها يتعرض لعقاب جماعي مع أسرى سجن نفحة، وتلجأ سلطات الاحتلال إلى إخراجهم إلى ساحة السجن أوقات البرد، وهو ما يثير مخاوفها من أي تداعيات متراكمة على صحة الأسير، في ظل المشاكل الصحية التي يعانيها.
وأكدت حرصها على المشاركة في جميع فعاليات التضامن والإسناد للأسرى في سجون الاحتلال، وهي تعيش على أمل إبرام صفقة تبادل جديدة بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال، على غرار صفقة "وفاء الأحرار".
وأفادت بأن سلطات الاحتلال خلال الزيارة الأخيرة لنجلها، منعت إدخال ملابس شتوية تقيه برودة الطقس في السجن الصحراوي.
وأكدت أهمية تكثيف فعاليات التضامن والإسناد مع الأسرى، وتدويل قضيتهم، وتوثيق ما يتعرض له هؤلاء من انتهاكات وجرائم يومية.