قائمة الموقع

في جنين.. قوائم الطعام بطريقة "برايل"

2022-11-08T09:02:00+02:00
في جنين قوائم الطعام بطريقة "برايل"

كان محمد مساد من جنين شمال الضفة الغربية، الذي يعاني إعاقة بصرية منذ الولادة، يواجه حرجًا حينما يرتاد مطعمًا، لأنه يضطر إلى اصطحاب أحد أصدقائه المبصرين أو طلب المساعدة من نادل المطعم، لكي يقرأ له قائمة الطعام، ولأن بعضهم كان يستغل إعاقته فيحضر له طبقًا خلافًا لما طلب.

هنا فكر مساد (20 عامًا) بفكرة ترفع عنه الحرج وتضع حدًّا للمعاناة التي يواجهها وغيره من المكفوفين في معرفة قائمة الطعام ومكونات كل طبق في المطاعم، بمواءمة قوائم الطعام بطريقة برايل.

إلزام المطاعم

عرض مساد فكرة مبادرة "نعم لمواءمة قوائم الطعام" على مجموعة من المتطوعين من ذوي الإعاقة الحركية والبصرية وأصحاء أيضًا، ولاقت استحسان من قبلهم، وتم دعمهم وتدريبهم واحتضان مبادرتهم من قبل جمعية الشبان المسيحية.

يقول مساد لـ"فلسطين": "المبادرة بدأت من معاناة شخصية انطلقت من محافظة جنين، بهدف رفع وعي المجتمع عامة وأصحاب المطاعم والمقاهي بالاحتياجات والصعوبات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية داخل المطاعم".

ويتابع: "الأمر المتعلق باستقلاليتهم وحقهم في الوصول إلى المعلومات المتعلقة بقوائم الطعام والمشروبات، إضافة إلى زيادة الشعور بالاستقلالية واحترام الذات".

ويبين مساد أن الشباب المتطوعين المشاركين في المبادرة زاروا مطاعم محافظة جنين، الذين أبدوا اهتمامًا واسعًا بخطوتهم.

وذكر أن 12 مطعمًا استجاب للمبادرة، ووضعوا ملصقات داخل مطاعمهم تشير إلى توفر قائمة طعام لديهم بطريقة برايل الخاصة بالمكفوفين.

وعن واقع ذوي الإعاقة البصرية في فلسطين، يصف مساد الواقع بالمرير، بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وعدم اهتمام الحكومة بتوفير البنى التحتية التي تسهل عليهم حياتهم.

ويسعى مساد بمساعدة فريق المتطوعين إلى إلزام وزارة السياحة المطاعم حديثة النشأة وضع قائمة طعام بطريقة برايل، ولا سيما أنها غير مكلفة مادية.

ويؤكد أن المبادرة ستكون بوابة لنشاطات مستقبلية تحقق أكبر قدر من الراحة، والاستقلالية لذوي الإعاقة عمومًا وللمكفوفين خاصة.

مساندة

بدورها تقول المتطوعة حلا الربايعة: "منذ لحظة عرض فكرة المبادرة عليَّ رحبت بها على الفور، رغم أنني لا أعاني أي إعاقة، دعمت المبادرة لأن فئة المعاقين مهمشة مجتمعيًّا وتحتاج منا إلى السعي بكل السبل من أجل تسهيل وصولهم إلى المعلومة، والأماكن".

وتضيف الربايعة لـ"فلسطين": "لا يوجد أدنى اهتمام بذوي الإعاقة من قبل الجهات الحكومية بمواءمة البنى التحتية لهم لتسهل عليهم حياتهم، كما هو معمول به في كثير من دول العالم، من حيث تعبيد طرق خاصة للمعاقين بصريًّا، وحركيًّا، وكذلك وضع مساعد صوتي عند إشارات المرور لتعريفهم باللون الظاهر عليها، والمصاعد العامة لتعريفهم بالطابق الذي يريد الصعود أو النزول إليه".

وتلفت إلى أنه لم تعد هناك حاجة لأن يقرأ شخص ما للكفيف كل محتويات قوائم الطعام، فالعديد من المطاعم داخل محافظة جنين بدأت بتقديم قوائم طعام مكتوبة بطريقة برايل للأشخاص غير القادرين على رؤية محتويات قوائم الطعام العادية.

وتشير الربايعة إلى أن مبادرة "مواءمة قوائم الطعام بلغة برايل"، بدأت تنتشر من خلال صفحاتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، لحث المطاعم والمؤسسات في كل المحافظات لتبني الفكرة وتنفيذها أيضًا.

وتعرف الإعاقة البصرية بأنها حالة من العجز أو الضعف في حاسّة البصر تحد من قدرة الفرد على استخدام بصره "العين" بفاعلية وكفاية واقتدار، الأمر الذي يؤثّر سلباً في نموّه وأدائه، وتشمل هذه الإعاقة ضعفاً أو عجزاً في الوظائف البصرية للبصر المركزي أو المحيطي تعوق الفرد عن ممارسة حياته طبيعية.

وبحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2021 تشكل الإعاقة البصرية في فلسطين ما نسبته 2.6% من مجمل ذوي الإعاقة البالغ عددهم 93 ألف فرد.

اخبار ذات صلة