فلسطين أون لاين

​ما هي أبعاد ودلالات التحريض الإسرائيلي ضد غزة؟

...
قصف أحد المواقع في قطاع غزة إبان حرب 2014 (أرشيف)
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

ارتفعت في الآونة الأخيرة وتيرة التحريض الإسرائيلي ضد فصائل المقاومة في قطاع غزة مع تهديد قادة الاحتلال بشن عدوان جديد على القطاع، الذي يعاني منذ عدة أشهر من تدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية والاقتصادية على الصعد كافة.

وكثف جيش الاحتلال من تدريباته التي تحاكي اجتياح القطاع واحتلال أحياء سكنية مكتظة، بالتزامن مع مزاعم إعلامية إسرائيلية بوجود أنفاق للمقاومة أسفل منازل مواطنين القريبة من السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48، وأن كتائب القسام _الجناح العسكري لحركة حماس_ عززت قواتها في المنطقة الحدودية استعدادا لهجوم مباغت.

وفي خضم تلك المعطيات، كشفت القناة الإسرائيلية الثانية، الأحد الماضي، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دفع باقتراح قانون يسمح له بإعلان حرب أو "عملية عسكرية" قد تؤدي إلى حرب، دون الحاجة لموافقة الحكومة أو أغلبية أعضاء الكنيست.

عاملان للحرب

المحلل السياسي عمر جعارة، أكد أن قيادة الاحتلال لن تبادر إلى شن عدوان جديد، ما لم تضمن تحقيق انتصار جدي على فصائل المقاومة في غزة، على عكس ما جرى في الاعتداءات الثلاثة بين عامي 2008 و 2014 عندما فشلت دولة الاحتلال بتحقيق أي من أهدافها التي على أساسها اعتدت على غزة.

وقال جعارة لصحيفة "فلسطين": بادر الاحتلال في السنوات الماضية إلى قصف القطاع بغية اسقاط حركة "حماس" وردع المقاومة عن إطلاق الصواريخ وحفر الانفاق وتطوير سلاحها، ولكن بعد كل حرب كانت تأتي نتائج عكسية تضع القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية في مأزق حقيقي".

وربط أستاذ العلوم السياسية، شن الاحتلال عدوانا جديدا بتوفر عاملين أساسيين، أولهما يتعلق بحصول نتنياهو على الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية، والثاني وهو الأهم مرتبط بتوفر معلومات دقيقة وذهبية عن نشاط رجال المقاومة وقادة حركة حماس في غزة.

ويرى جعارة أن قرار شن عدوان جديد على القطاع سيطرح على طاولة حكومة الاحتلال "إن توفر لديها بنك معلوماتي دسم عن أماكن تخزين سلاح رجال المقاومة والصواريخ، وأماكن معيشة قيادة حماس السياسية والعسكرية، وكذلك إن توفرت معلومات عن الجنود الإسرائيليين المأسورين لدى كتائب القسام".

تصدير أزمات

بدوره، رأى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية في غزة، وليد المدلل أن التحريض الإسرائيلي في الآونة الأخيرة يأتي في سياق محاولة نتنياهو نقل أزماته إلى غزة والسعي لإشغال الجميع بنذر عدوان جديد على غزة، باعتبار القطاع الحلقة الأضعف.

وقال المدلل لصحيفة "فلسطين": إن نتنياهو يسعى لتسليط الضوء على تهديداته لغزة بعيدا عن فضائحه الخاصة وقضايا الفساد التي تلاحقه، لذلك تأتي التهديدات في سياق الصراع الداخلي الإسرائيلي"، مبينا أن جل الدلالات تؤشر إلى أن قرار العدوان غير موضوع على الطاولة في الوقت الحالي.

وحول توقع خبراء إسرائيليين بنشوب حرب جديدة عقب البدء ببناء جدار حول غزة، أشار المدلل إلى أن بناء الحاجز الإسمنتي يأتي استجابة لضرورات المرحلة ومحاولة لطمأنة مستوطني "غلاف غزة" والشارع الإسرائيلي المتوتر من قضية أنفاق المقاومة العابرة السياج الفاصل، مستبعدا أن يكون بمثابة شرارة لحرب قادم.

ومنذ أشهر بدأت سلطات الاحتلال بالتجهيز لإنشاء جدار إسمنتي بطول 64 كيلومتر على طول السياج الأمني المحيط بغزة بارتفاع ستة أمتار، وعمق 40-100 متر تحت الأرض.

ووفقاً لتقارير إسرائيلية، سيزود الجدار بوسائل تكنولوجية للكشف عن الأنفاق، وسيشارك في إقامته ألف عامل، ويفترض أن ينتهي المشروع خلال عام ونصف أو عامين، وبكلفة 3.34 مليارات شيكل (نحو 920 مليون دولار).