فلسطين أون لاين

​اعتقال "شيخ الأقصى".. استهداف للاسم والمكان

...
رائد صلاح أثناء اعتقاله (أ ف ب)
القدس المحتلة / غزة - رنا الشرافي

هددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتحويل "شيخ الأقصى" الشيخ رائد صلاح أحد القيادات الفلسطينية في الداخل المحتل، إلى الاعتقال الإداري، أو ابعاده إلى لبنان، إذا ما استمر في دفاعه عن المسجد الأقصى ومجابهة انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتاريخه وتراثه في الأرض.

وتعليقاً على اعتقاله، أكد قياديان فلسطينيان من الداخل المحتل، في حديثين منفصلين لـ"فلسطين"، على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يستهدف الشيخ رائد صلاح لذاته وإنما يستهدف الفكرة التي يمثلها، ورمزيته التي أعطته مكانة فلسطينية وعربية وإسلامية.

كتم الصوت الفلسطيني

وأكد الشيخ جميل حمامي عضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة، على أن الاحتلال يسعى إلى كتم كل صوت فلسطيني يتبنى قضايا شعبه، وما اعتقال الشيخ رائد صلاح إلا لتحقيق ذلك.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "نحن أصحاب قضية عادلة ومن حقنا أن ندافع عن ثوابتنا وتراثنا ومقدساتنا وتاريخ شعبنا على هذه الأرض، وهذا الحق كفلته لنا كافة الشرائع والمواثيق الدولية والسماوية".

وتابع: "ما بعد اعتقال الشيخ رائد هو المهم، فهو لا يمثل نفسه بقدر ما يمثل فكرة وقضية ورفض فلسطيني لكل الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق أرضنا وشعبنا وكل مقدساتنا".

وفي معرض رده على سؤال "فلسطين"، ما المطلوب فلسطينياً للدفاع عن نهج الشيخ صلاح وفكرته؟ أجاب: "أعتقد أن القيادات الفلسطينية في الداخل المحتل تعي حقيقة الدور المنوط بها وما المطلوب منها في مثل هذه الحالات".

واستطرد: "مطلوب من الأحزاب والتجمعات السياسية أن تقف موقفاً رافضاً لهذا الإجراء التعسفي الذي تعرض له الشيخ رائد صلاح وهذا حق لكل من يطالب بحقه في أن يعيش على أرضه بكرامة وحرية".

حملة تحريض

بدوره، أكد الشيخ محمد عارف أحد القيادات الفلسطينية الشعبية في الداخل المحتل على أن اعتقال شيخ الأقصى ليس إلا البداية فقط في باكورة الاعتقالات والتضييقات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن اعتقال الشيخ صلاح كان متوقعاً لا سيما بعد موجة التحريض الكبيرة التي شنها ضده وزراء ونواب وسياسيون إسرائيليون على درجات مسؤولية عالية، سعت للنيل منه".

وعزا عارف حملة التحريض والتشويش التي تعرض لها الشيخ رائد صلاح إلى أنه حمل على عاتقه قضية القدس والمسجد الأقصى، وحث فلسطينيي الداخل للدفاع عنه والترحال إليه، ورفض الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحقه.

وتابع: "سلطات الاحتلال تسعى إلى تغيير الواقع الفلسطيني في الداخل المحتل، وإرهاب الفلسطينيين عن طريق الاعتقالات المتواصلة، والتحويل للاعتقال الإداري بعد لجمهم عن الدفاع عن مقدساتهم وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك".

وذكر عارف أن الداخل الفلسطيني المحتل يشهد يومياً عشرات حالات الاعتقالات والتي تنتهي بأن يقضى الفلسطيني أياماً وشهوراً ولربما سنوات دون عرضه على محاكم الاحتلال بحجة أنه يخضع للاعتقال الإداري.

ودعا إلى ضرورة التمسك بفكرة الشيخ صلاح ونهجه في الدفاع عن الحقوق والمقدسات الفلسطينية، وقال: "ينبغي على لجنة المتابعة العليا واللجان المحلية أن تتخذ خطوات جدية لإنهاء حملة التحريض التي يتعرض لها الشيخ صلاح، ودعم مواقفه، والعمل على الافراج عنه".

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الشيخ رائد صلاح فجر أمس، بعد أن اقتحمت منزله في مدينة أم الفحم، وأجرت عملية تفتيش واسعة فيه، أسفرت عن مصادرة جهازين حاسوب، ثم اعتقلته واقتياده إلى مركز شرطة "443" للتحقيق، بزعم قيامه بـ"التحريض على العنف والإرهاب، والانتماء إلى تنظيم محظور"، في إشارة إلى "الحركة الإسلامية".