فلسطين أون لاين

تقرير الحصار الإسرائيلي على نابلس.. أضرار اقتصادية جسيمة

...

 

يقول تجار ومسؤولون إن الحصار الإسرائيلي على مدينة نابلس الذي استمر 21 يومًا، خلّف أضرارًا اقتصادية كبيرة، وأسفر عن تراجع القوة الإنتاجية لعاصمة الاقتصاد الفلسطيني.

تجار ومسؤولون فلسطينيون من المنطقة، رأوا أن الحصار الإسرائيلي خنق الحياة الاقتصادية، وتسبب بخسائر كبيرة قد يطول تعويضها.

وتعد مدينة نابلس عاصمة الاقتصاد في الضفة الغربية، إذ تضمّ 4 مناطق صناعية وفيها 17113 منشأة اقتصادية، بحسب وزارة الاقتصاد في رام الله.

وأغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي كل مداخل المدينة بسواتر ترابية وحواجز عسكرية، ما عاق حركة المرور كثيرًا، إذ يمضي الفلسطينيون ساعات طويلة لعبور الحواجز بعد تفتيش دقيق وبطيء.

وبدأ الحصار في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أن أعلنت جماعة "عرين الأسود" تنفيذ 5 عمليات إطلاق نار ضد أهداف إسرائيلية، أسفرت عن مقتل جندي وإصابة آخرين.

ومطلع سبتمبر/أيلول الماضي، ظهرت المجموعة علنًا في عرض عسكري بالبلدة القديمة بنابلس، وينتمي أفرادها لمختلف الفصائل الفلسطينية.

وجاء حصار نابلس وسط تصعيد ملحوظ وارتفاع لوتيرة عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مناطق متفرقة من الضفة منذ مطلع العام الجاري.

وأمس، أزالت جيش الاحتلال كل الحواجز العسكرية والسواتر الترابية عن مداخل نابلس وفتحتها كاملًا، وسط تخوف من السكان والتجار من إعادة الإغلاق مرة أخرى.

يقول التاجر أحمد أبو حشيش، إن "نابلس عاشت حصارا خانقًا هدف إلى إضعاف المدينة اقتصاديًّا".

وأضاف: "هذا الحصار مرفوض، أثر كثيرًا في التجار وعدد كبير من العائلات الفلسطينية التي تعمل في التجارة والخدمات وقطاعات النقل".

ويملك أبو حشيش متجرًا على شارع بلدة شرف الذي أغلق في حينه بالسواتر الترابية، ويقول: "هذا الشارع يخدم أربع محافظات هي نابلس وطولكرم وجنين وقلقيلية، ومنه يمر أهالي الشمال نحو رام الله، وكان محطة استراحة ويشهد حركة تجارية نشطة".

أما التاجر عماد الخليلي، فيقول: "عشنا أياما صعبة وكأن السوق يشهد منعا للتجوال، فالحياة الاقتصادية تعطلت بشكل شبه كامل.. الحصار كبّدنا ديونا وأفقد عائلات مصادر رزقهم الأساسي".

ويقول مجاهد سلام، صاحب متجر لبيع الملابس: "21 يوما من الحصار.. بدت الأسواق فارغة، وهي أشبه بحصار انتفاضة الأقصى 2000".

وبيّن أن متاجر المدينة تعتمد على المتسوقين من البلدات والمدن الفلسطينية، ومن فلسطيني الداخل.

بدوره قدر ياسين دويكات الناطق باسم غرفة تجارة وصناعة نابلس، الخسائر الاقتصادية بسبب الحصار بمئات ملايين الدولارات.

وقال دويكات: إن "نابلس مدينة تجارية تعتمد على التجار والمتسوقين"، ووصف الحالة الاقتصادية بـ"السيئة جدًّا".

وبيّن أن الحصار منع المتسوقين من الوصول إلى نابلس سواء من مدن وبلدات الضفة الغربية أو فلسطينيي الـ48 (إسرائيل).

وشكلت تلك الحواجز بحسب دويكات معوقًا لحركة التجارة في نابلس، وقال: "بعض المصانع كانت تخرج 4 سيارات محملة بالبضائع للمدن الأخرى تراجعت خلال الحصار إلى سيارة واحدة".

وأشار: "في نابلس أربع مناطق صناعية، وفيها تجار جملة، مصانع رئيسة، لذلك الخسائر كبيرة".

بدورها قالت وزارة الاقتصاد الوطني في رام الله، في بيان أن فرض الحصار على نابلس أدى إلى تراجع القدرة الإنتاجية للمنشآت الاقتصادية إلى 50 بالمئة.

وأوضحت أن تقييد الحركة أدى إلى تراجع الحركة التجارية بنسبة 60 بالمئة، وعاق مسار الحياة.

المصدر / الأناضول