نجحت الصناعات الغذائية الوطنية المشاركة في معرض المنتجات المقام في المركز الثقافي الاجتماعي الأرثوذوكسي العربي بغزة في لفت انتباه الزائرين والمستهلكين، بتطوير إنتاجها ومواكبتها أحدث خطوط التصنيع.
وبرزت مواظبة تلك المنشآت على التقييد بالمواصفات والمقاييس الفلسطينية والدولية، لأجل تعزيز حصتها في السوق المحلي، ولكي تكسب ثقة المستهلك في ظل منافسة المنتجات المستوردة.
ويضم معرض المنتجات الذي تختتم فعاليته اليوم الخميس، أكثر من 40 شركة ومصنعا من الضفة الغربية وقطاع غزة تعرض منتجات غذائية مختلفة"؛ ألبان، أجبان، مشروبات غازية، عصائر، مكسرات، حلويات، معلبات، مرتديلا، مخللات، زيت زيتون، بهارات، وأصناف أخرى.
يقول الزائر أسعد أبو فارس، إن المعرض فرصة جيدة لتقريب المستهلك بالمنتج، ولتقديم وجهات النظر والاستماع إلى الآراء والتوصيات.
وأضاف أبو فارس لصحيفة "فلسطين" أن المعرض أتاح للزائر التعرف على مختلف أنواع الصناعات الغذائية المحلية، مشيراً إلى أنه كان يعتقد أن بعض المنتجات الموجودة في المعرض مستوردة، لكن تبين له في الزيارة أنها محلية مما أسعده كثيراً.
فيما دعت الزائرة أم أيهم عوض اتحاد الصناعات الغذائية إلى المواظبة على عقد مثل هذه الفعاليات التي تعزز وجود الإنتاج الوطني في السوق المحلي، وألا يقتصر تنظيمها على مدن غزة ورام الله فحسب، بل أن تمتد لمختلف المدن الأخرى، مع إفساح المجال لمشاركة الصناعة المحلية في المعارض الدولية.
وتعرض الشركة الوطنية للصناعات الغذائية أصنافاً مختلفة المذاقات والأحجام والألوان من منتجات العصائر والمياه المعدنية، مؤكدة أن المنتج الوطني يمتاز بجودة عالية وسعر ملائم، وأن المستهلك بدأت صورته تتغير نحو الأفضل تجاه المنتج الفلسطيني.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة باسل اليازوري لصحيفة "فلسطين" إن الشركة تحرص على المشاركة في المعارض المحلية، بهدف تعريف الزائرين بنوعية المنتجات التي تصنعها الشركة، والاستماع لنصائح الزائرين والمستهلكين لأخذها على محمل الاهتمام.
وأضاف اليازوري أن شركته نجحت في أن تحظى على حصة سوقية رغم وجود منتجات منافسة محلية ومستوردة، وأن ذلك يرجع لتطوير الشركة ذاتها وإدخال منتجات جديدة، مبينا أن شركته بدأت عملها في 2010 ولكن الإنتاج الفعلي بدأ عقب 4 سنوات.
ونبه اليازوري إلى أن شركته ستُطلق منتجات من المشروبات الغازية مطلع العام الجديد وأنها حرصت على تركيب أحدث خطوط الإنتاج العالمية.
من جهته، أكد بسام أبو عيطة المدير التنفيذي في شركة جمال الدين أبو عيطة، أن المعارض تعزز من ثقة المستهلك بالمنتج المحلي، داعياً المجتمع الدولي لمساندتهم في تسويق منتجاتهم خارج قطاع غزة خاصة وأنهم حاصلون على الجودة العالمية الأيزو 22000.
وتحدث عن مساندة وزارة الاقتصاد الوطني لتعزيز المنتج الوطني في السوق المحلي، مبينا أن الوزارة خصصت لمنتجات الألبان والأجبان كوتة في السوق المحلي؛ ما مكنها من زيادة إنتاجها وتشغيل أكبر عدد من العاملين.
من ناحيته، بين الموظف في شركة هنوفر للمنتجات الغذائية محمود المصري أن المنتج الوطني له دور محوري في تدوير عجلة الاقتصاد الوطني، وزيادة الناتج الإجمالي، مشيراً إلى أن شركتهم تأسست في عام 2007.
وحسب مراقبين اقتصاديين، فإن تعزيز المنتج الوطني له دور مهم في زيادة معدلات التشغيل ومستوى الإنتاج، وتحسين مستويات الأداء والمعرفة التكنولوجية، كما أن هناك محاور أساسية في دعم المنتج المحلي، بدءاً بالحوافز التي تضعها الجهات الحكومية، ومروراً بالسياسات الإجرائية التي لها علاقة بإحلال الواردات، ومدى ديمومتها وانعكاسها على القطاع الإنتاجي، وانتهاءً بالحملات التوعوية لبناء الثقة الحقيقية للمستهلك.
يجدر الإشارة إلى أن وزارة الاقتصاد الوطني بغزة تتخذ سياسة حمائية للمنتج الوطني من المنتجات التي لها بديل محلي، بهدف تعزيز الإنتاج الوطني والحد من معدلات الفقر والبطالة.