فلسطين أون لاين

تقرير السلطة و(إسرائيل).. "يدٌ واحدة" لـ"إنهاء عرين الأسود"

...
نابلس/ فلسطين:

لم تألُ أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة جهدًا إلا بذلته في سبيل محاصرة وإفشال لظاهرة عرين الأسود بمدينة نابلس، وحاولت بكل قوتها وأساليبها تفكيك المجموعة وإقناع القائمين عليها، مقابل استخدامها أساليب ترغيب تارة وترهيب تارة أخرى.

وتركزت جهود أجهزة أمن السلطة في بدايات ظاهرة عرين الأسود على معرفة المقاومين المنضوين تحت اسمها، وسعت في سبيل ذلك لاختراق صفوف المجموعة من خلال الطلب من بعض عناصرها الأمنية الانضمام الشكلي لها، وبالتالي معرفة كل التفاصيل المتعلقة بها. 

وأوضح مصدر مقرب من "عرين الأسود" لوكالة "قدس برس" أن "السلطة عملت بخط متوازٍ تمامًا مع خط الاحتلال الإسرائيلي، وبالاتفاق التام مع سلطاته، على إنهاء ظاهرة العرين منذ اللحظة الأولى لظهورها".

اقرأ أيضًا: عبر التنسيق الأمني.. السلطة تبعث برسائل الاحتلال لـ"عرين الأسود"

وأضاف أن السلطة "حاولت اجتثاث عرين الأسود عبر مجموعة من الخطوات التدريجية، وهو ما كانت تدركه قيادة المجموعة التي رفضت كل الإغراءات التي قُدمت لها".

وأشار إلى أن "قادة وعناصر من المجموعة كانوا لدى (أجهزة أمن السلطة) بهدف تحييدهم ودفعهم لتسليم سلاحهم، بوسائل مختلفة".

وبيّن أن أبرز تلك الوسائل تمثّل في "الضغوطات عبر الاتصالات الهاتفية اليومية بهم، والاتصالات المتكررة على ذويهم وأقاربهم، إضافة إلى التهديد غير المباشر بأنهم على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية".

وأردف أن "السلطة أنشأت غرفة عمليات خاصة، من مختلف الأجهزة الأمنية، يقودها عقيد متقاعد في جهاز المخابرات العامة، وظيفتها إنهاء عرين الأسود، وإخضاع عناصرها".

وتغتال (إسرائيل) -وفق المصدر- من تراه من "الثقات المخلصين" في قيادة المجموعة المقاوِمة، لتترك المجال للسلطة تعمل على مدار الساعة بالضغط الشديد.

واستدرك بالقول: إن "هذا كان الأسلوب الأخطر الذي اتبعته السلطة، التي كانت تستغل كل حادثة اغتيال كان يتعرض لها أحد قادة العرين للضغط على الآخرين للقبول بالتسليم، بالتلميح تارة، وبالتهديد تارة أخرى، أن مصيرهم مشابه لمصير من قتلتهم (إسرائيل)".

وتابع: "لقد وصل الأمر إلى الاتصال على مقاومين وإبلاغهم أن أسماءهم مدرجة في قائمة الاغتيالات التي وصلت (أجهزة أمن السلطة) من الاحتلال، عبر التنسيق الأمني، ما لم يقم بتسليم سلاحه".

واستطرد المصدر قائلًا: إن "هذا ما حدث بالفعل مع الشهيد وديع الحوح"، مؤكدًا أن "شخصيات أمنية فلسطينية رفيعة التقت بالحوح في البلدة القديمة بنابلس، بعد سويعات قليلة من اغتيال قوات الاحتلال للشهيد تامر كيلاني".

وتابع: "ساوموه (الحوح) على تسليم نفسه، مقابل منع الاحتلال من اغتياله، فكان رده الحرفي لهم: (أنا وهبت نفسي لله، ولا أخاف من الاحتلال.. اشربوا قهوتكم، ومع السلامة)".

من جهة أخرى، لم يستبعد أحد المراقبين الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن "تكون تلك الاغتيالات جرت بعلم وموافقة السلطة، بعد فشلها في إقناع المقاوم بتسليم نفسه، وكأنها تريد أن ترسل رسالة للمقاومين الآخرين مفادها أن (زميلكم رفض عرضنا فكان هذا مصيره، وهذا مصير كل من لا يقبل)".

وتابع: "لا يتمتع الجميع بالقدرة نفسها على الصمود في وجه الابتزازات والتهديدات، وهذه النقطة تعلمها السلطة جيدًا".

وشدد على أن "السلطة لن تتوقف عن خطواتها إلا بإنهاء ظاهرة عرين الأسود، فهذه المجموعة لم تحرج السلطة وقيادتها السياسية والأمنية فقط، بل باتت بنظر الشارع الفلسطيني الممثل الشرعي له".

و"عرين الأسود" مجموعات فلسطينية مقاومة، نشطت في مدينة نابلس ومحيطها، ردًا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، التي تتعرض لاعتداءات شبه يومية.