يصادف اليوم الخامس من نوفمبر/ تشرين ثاني الذكرى الـ 105 لـ وعد بلفور المشؤوم، الذي أعطته بريطانيا لليهود وأسس لاحقا لاحتلال فلسطين وطرد سكانها قسرا من قراهم ومدنهم.
ووعد بلفور هو تلك الرسالة التي بعث بها آرثر جيمس بلفور، وزير خارجية بريطانيا بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد اليهودي ليونيل والتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى تأييد حكومة بريطانيا لإنشاء "وطن قومي لليهود" في فلسطين.
وقد جاء في نص الرسالة "تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
ووقتها عرضت الحكومة البريطانية نص تصريح بلفور، على الرئيس الأمريكي ويلسون، الذي وافق على محتواه قبل نشره، لتقوم بعد ذلك الحركة الصهيونية باعتبار الوعد، مستندا لتدعم به مطالبها المتمثلة بإقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وتحقيق حلم اليهود بالحصول على وطن، رغم أن هذا الوعد البريطاني أعطى وطنا لليهود وهم ليسوا سكان فلسطين، كما أنه جاء من جهة لا تملك الحق في أرض فلسطين.
كان عدد اليهود في فلسطين وقت إعلان الوعد، نحو 5% من عدد السكان، وسجلوا في ذلك الوقت 50 ألف يهودي، من أصل 12 مليونا منتشرين في دول العالم، في حين كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز الـ650 ألفا من المواطنين.
ومثّل الوعد دعما بريطانيا سياسيا لليهود، لتعمل بعدها حكومة بريطانيا على تشجيع هجرة اليهود من كافة أنحاء دول العالم إلى أرض فلسطين، ولتقوم بعد ذلك العصابات الصهيونية في العام 1948، وبمساعدة بريطانيا، بعد إنهاء احتلالها لفلسطين، بشن حرب على الفلسطينيين العزل، ارتكبت خلالها عشرات المجازر، لتطرد الفلسطينيين وعددهم في ذلك الوقت 950 ألفا، إلى مخيمات اللجوء.
وقد أسس هذا الوعد المشؤوم لمآس لا يزال الفلسطينيون يعيشون واقعها، وتزداد مرارتها مع مرور الأيام، فلا تزال آثار التهجير القسري تتوارثها أجيال اللاجئين، فيما يعيش الفلسطينيون جميعا بسبب الاحتلال مآس لا تنتهي، بسبب سياسات الاحتلال العدوانية.