قالت الناشطة فادية البرغوثي إن أشد القضايا إيلامًا الوقوف أمام أمهات جل ما يطلبنه الحصول على جثامين أبنائهن الشهداء، ومواراتها بطريقة تليق بأصحاب التضحية والبطولة.
وأوضحت البرغوثي أن الاحتلال يستخدم قضية احتجاز الجثامين كورقة ضغط يتعمد من خلاها الانتقام من الشهداء وذويهم.
وأضافت: "لو بحثنا في دول العالم كافة لن نجد كياناً ينتهك كرامة الموتى، ويخالف الشرائع السماوية الثلاث وينتهك حقوق الإنسان سوى هذا الكيان الغاصب".
وأوضحت أن الاحتلال تمادى في انتهاكاته بأن استغل هذه الجثامين لسرقة الأعضاء وإجراء تجارب علمية، في تعدٍ سافرٍ على الكرامة الإنسانية.
واعتبرت أن "احتجاز جثامين الشهداء أمر قاس وجرح مفتوح نازف مهما طالت السنين".
وشددت على أن قضية الجثامين بهذه الحساسية تستدعي تظافر الجهود الرسمية والدولية التي يظهر تقصيرها بشكل كبير، ولولا تحرك الأهالي المتواضع لبقيت دون طرق أو تفعيل.
وطالبت المؤسسات ذات الصلة العمل بجدية والضغط بشكل متواصل في سبيل الوصول لحل يمكّن الأهالي من استلام جثامين أبنائهم، أو بالحد الأدنى التأكد من سلامة الجثامين وأماكن تواجدها.
وتابعت: "ما كان تمادي الاحتلال ليكون لولا تهاون ذوي الشأن، لذلك آن الأوان ليقف شعبنا خلف عائلات الشهداء ويشاركهم بشكل أكبر في طريق استرداد الجثامين".
وأردفت: "لقد أدى الشهداء دورهم في سبيل الوطن وجاء دور شعبنا ليؤدي دوره تجاه هؤلاء الشهداء، والأبطال المحتجزة جثامينهم لم يخذلونا فلا يليق بنا أن نخذلهم".
ونظم أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام، صباح اليوم الثلاثاء، وقفات في عدد من مدن الضفة الغربية، للمطالبة باسترداد جثامين أبنائهم.
وأطلق الأهالي ما أسموها "صرخة أمهات" للمطالبة باسترداد جثامين أبنائهم، ورفعوا شعارات كتب عليها: "صرخة أمهات.. بدنا أولادنا"، و"ترك الثلج على أجسادهم آثارًا كالحروق.. أذيبوا الثلج على أجسادهم الطاهرة".
عشرات الجثامين
وتشير المعطيات إلى احتجاز جثامين حوالي (251) شهيدًا في "مقابر الأرقام"، أقدمهم أنيس دولة أحد القادة العسكريين في القوات المسلحة الثورية، والمحتجز منذ العام 1980.
وإمعانا في جريمته فإن الاحتلال يرفض الاعتراف بمصير (68) مفقوداً، أو الكشف عن أماكن وجودهم.
وبحسب معطيات فلسطينية، فإن قوات الاحتلال احتجزت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015 جثامين أكثر من (250) فلسطينياً استشهدوا أو أعدموا ميدانياً برصاص قوات الاحتلال، وأفرجت عن غالبيتهم لاحقا.
وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز نحو 115 جثمان شهيد وشهيدة في ثلاجاتها ومقابر الأرقام، منذ اندلاع انتفاضة القدس عام2015م، وسلّمت جثمان الشهيدة مي عفانة قبل شهرين، والتي ارتقت بعدما أطلق عليها جيش الاحتلال النار بزعم محاولتها تنفيذ عملية دهس وطعن.