أُقيم، اليوم الثلاثاء، حفل إِشهار كتاب "الأسرى يتحدثون عن معاناتهم" في الجامعة الإٍسلامية بمدينة غزة.
وأصدر الكتاب مركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية، ومركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني بالجامعة الإسلامية، بالتعاون مع رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين، بتمويل من مركز المبادرة الإستراتيجية فلسطين_ماليزيا، ويحوي شهادات 19 أسيرًا من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، تُوثّق حياة الأسرى ومعاناتهم داخل السجون، وهو الأول من نوعه.
وقال حازم حسنين، مدير الأبحاث والدراسات في مركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية، إنّ فكرة الكتاب جاءت بعد التوافق على جمع شهادات صوتية لعدد من الأسرى، داخل سجون الاحتلال، من بينهم الأسير عبد الناصر عيسى، مدير مركز حضارات، وتفريغها مكتوبة، وعرضها في يوم دراسي، ليكونوا هم المتحدثون عن آلامهم ومعاناتهم وإن كانوا غير حاضرين بيننا، وأضاف أنّ اليوم الدراسي أُقيم في شهر يونيو المنصرم، لتتجلّى أهمية جمع هذه الشهادات في كتاب، ليكون دليلًا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الأسرى الفلسطينيين في سجونه، وقد تمّت ترجمته للّغة الإنجليزية.
وقال عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الأبحاث والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إنّ الكتاب إصدار جديد ونوعي وغير مسبوق، ويعتبر إضافة للحركة الأسيرة لثلاثة أسباب، وهي تضمُّنُه شهادات 19 أسيرًا داخل السجون، وهي مجموعة كبيرة، والسبب الثاني أنهم هم المتحدثون وهم الأقدر على نقل معاناتهم، أما السبب الثالث فيكمُن في تنوُّع القضايا التي تحدث بها الأسرى، ما بين تجربة التحقيق، والعزل الانفرادي، والإهمال الطبي، والاعتقال الإداري، والإضراب عن الطعام، والقمع والتنكيل وغيرها، وشدَّد فروانة على ضرورة استثمار الكتاب كأداة توثيق هامة وتقديمها لمحكمة الجنايات الدولية ، لمحاسبة الاحتلال وقادته على جرائمه بحقّ الفلسطينيين بشكل عام، والأسرى بشكل خاص.
وأكد زكريا السنوار، رئيس مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني بالجامعة الإسلامية، على ضرورة الوقوف الدائم لجانب الأسرى لإيصال صوتهم للعالم، حتى نَيل حريتهم، وقال: "نحن لا نُساند الأسرى، بل نخدمهم ونؤدّي دور إرسال صوتهم للعالم، فهم أكبر من ذلك بكثير"، واصفًا إيّاهم بالأسود، والأسود لا تحتاج لإٍسناد.
وهو ما أكده بلال أبو دقة، المتحدث باسم رابطة الكُتّاب والأدباء الفلسطينيين، الذي قال إنّ أول ما استخدمه الأسير قبل حصوله على القلم هو الحجر، للنقش على جدران الزنازين كنَوعٍ من المقاومة، واستمر في النضال حتى استطاع الحصول على حقّه في إدخال القلم وأدوات التعلم، وهو ما يدلُّ على قوة الأسير وصبره لانتزاع حقوقه.
وقال محمد أبو عون، المتحدث باسم مركز المبادرة الإستراتيجية فلسطين_ماليزيا، إنّ رعاية المركز لهذا المشروع تأتي امتدادًا لحالة الدعم والتضامن الماليزي تجاه القضية الفلسطينية، وإيمانًا منه بأهمية نصرة القضية الفلسطينية وتعزيز الرواية الوطنية من خلال الأدوات العلمية، وخاصة قضية الأسرى، كونها قضية إنسانية بالدرجة الأولى، ودعمها واجب أخلاقي.
وأمِل أبو عون أن يتكلّل الجهد المبذول في الكتاب بثمار استثنائية من شأنها أن تُعزّز حشد الدعم لقضية الأسرى، وتحويل هذه الثمار لواقع ملموس يمكن أن يُشكّل نقلة نوعية لصالح الأسرى وحقوقهم.
وطُبع من الكتاب، 100 نسخة باللغتين العربية والإنجليزية، وتجاوزت عدد صفحاته الـ 100.