فلسطين أون لاين

عملية الخليل

تأتي عملية الخليل في توقيت حساس للكيان الصهيوني الذي يستعد لإجراء انتخابات الكنيست، إذ يعد الأمن أهم ملامح الدعاية الانتخابية فيها، فالعملية على مدخل مستوطنة "كريات أربع" الأكثر تحصيناً وجهت ضربة قاتلة للعدو أفقدت مستوطنيه الشعور بالأمن الذي تغنت به حكومة الاحتلال مراراً وتكراراً، كما عملت على امتداد المقاومة من شمال الضفة حتى جنوبها.

فما تعانيه مدينة القدس من تهويد منظم ومتزايد تشرف عليه حكومة الإرهاب الصهيوني بمعاونة المنظمات والجمعيات والحركات الصهيونية والمتصهينة حول العالم، لم يكتب له النجاح إلا بعد اطمئنان يهود إلى صمت العرب والمسلمين في أرجاء العالم بعدما انشغلوا بأنفسهم عن مقدساتهم، حتى وصل الأمر مؤخراً إلى الاعتداء على المسجد الأقصى من العصابات الصهيونية تحت حراسة الشرطة وأجهزة الأمن في دولة الاحتلال، عدا عن حالات الطرد المتكرر للسكان المسلمين والمسيحيين من منازلهم التي يملكونها منذ مئات السنين وقبل قيام الكيان الصهيوني العنصري على أرض فلسطين ويسلمونها للمستوطنين الغاصبين أمام مرأى من العالم وفي تجاوز صارخ لكل الحقوق وللقانون الدولي الإنساني.

جميع هذه الأحداث المتتالية والمتسارعة لتؤكد مضي العدو الصهيوني بتنفيذ مخططاته الرامية إلى طرد العرب من مدينة القدس في محاولة لإحداث تغيير ديموغرافي لصالح اليهود، وتغيير معالم المدينة المقدسة للوصول إلى إقامة هيكلهم المزعوم، وتتزامن هذه الأحداث مع تنفيذ مخطط آخر تشرف عليه كذلك حكومة الإرهاب بعد إعلان يهودية الدولة يرمي إلى طرد السكان العرب من الداخل بزعم أن هذه الدولة لا تتسع إلا لليهود فقط.

وأولى محاولات الاستيلاء على المسجد الأقصى شروع دولة العدو في تنفيذ سياسة عنصرية جديدة في المسجد تهدف إلى تقسيم أوقات العبادة وإقامة الصلوات داخل المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، من خلال التوقيت الزمني لأداء العبادات فيه، الأمر الذي يقود إلى تقسيم أوقات العبادة في الأقصى خاصة إذا علمنا أن هناك خمسين عيداً لليهود يتذرعون بها للحضور الدائم في المسجد الأقصى تحت هذا المسوغ المزعوم.
وهذا ما يستدعي استمرار حالة المقاومة والنفير العام لدى الشعب الفلسطيني والتوجه للقدس المحتلة والمسجد الأقصى دفاعاً عنه وعن جميع المقدسات التي تتعرض لهجمة مبرمجة من قبل العصابات الصهيونية، عدا عن حالة الغليان التي يجب أن تصل إلى جميع المسلمين في أرجاء المعمورة للذود عن الأقصى المأمورين بالدفاع عنه.
ومن ناحية أخرى يجب علينا إنجاز التوافق الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية بناء على المصلحة العليا للشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقنا في الأرض وحق مقاومة المحتل، لتقوية صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة المخططات الصهيونية المتطرفة المدعومة من قوى الاستعمار والظلم في العالم.