لا تبعد مستوطنة "كريات أربع" في الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة كثيرًا عن منزل الشهيد محمد كامل الجعبري (35 عامًا)، فقد كان شاهدًا على كثير من اعتداءات المستوطنين المتطرفين تجاه المواطنين، وهو ما جعله يختار هذا المكان ليردّ على هذه الاعتداءات.

ونفّذ الجعبري عملية إطلاق نار مساء السبت قرب مستوطنة "كريات أربع"، التي أُقيمت عنوة على أراضي المواطنين، وقُتل فيها مستوطن، وأُصيب 4 آخرون، بينهم المستوطن المتطرف "عوفر أوحانا".

اقرأ أيضاً: مقتل مستوطن وإصابة آخرين بإطلاق نار داخل مستوطنة "كريات أربع" بالخليل

الناشط عارف أبو جابر من الخليل يقول: إنّ "الشهيد الجعبري نفّذ نقلة نوعية، فالمصاب بجراح خطيرة المستوطن "عوف راوحنا"، من أكثر المستوطنين إرهابًا في الخليل، وكل مواطن في الخليل يعرف المجرم "راوحنا"، فهو ضابط أمن للمستوطنين، ويستخدم عدة مركبات متنوعة في ملاحقة المواطنين.

وأوضح أبو جابر لصحيفة "فلسطين" أنّ المتطرف "راوحنا" مسعف وسائق مركبة إسعاف، وقد رفض إسعاف العديد من الفلسطينيين المصابين برصاص جيش الاحتلال، وساهم في إعدامهم، مشيرًا إلى أنّ استهدافه في مستوطنة "كريات أربع" جعل كلَّ مواطن في الخليل بالذات يشعر بالفخر.

ولفت إلى أنّ "كريات أربع" تصدَّرت الإرهاب، ويقطن فيها عضو "الكنيست" المتطرف "إيتمار بن غفير" الذي يُدنّس الأقصى يوميًّا، وخرج منها مُنفّذ مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994 وقُتل فيها العشرات من المصلين، حيث أُقيم نصب تذكاري للمجرم "باروخ جولدشتاين" في "المستوطنة تخليدًا لإجرامه.

ويقول الناشط الخليلي هشام الشرباتي إنّ مستوطنة "كريات أربع" سرطان ينهش مدينة الخليل، سواء بالاستيطان والتهويد أو من خلال غُلاة المستوطنين الذين يقودون عمليات انتقام بحقّ المواطنين.

وأوضح الشرباتي أنّ المستوطنة تُعد مركزًا انتخابيًّا لكل المستوطنين، وتنطلق منها في العادة الدعاية الانتخابية للأحزاب الدينية واليمينية لحصد الأصوات الانتخابية في "الكنيست".

الصحفي عوض الرجوب من الخليل قال لصحيفة "فلسطين": "إنّ الشهيد الجعبري يقطن على بُعد أمتار من مستوطنة "كريات أربع"، وذاق هو وعائلته معاناة لا توصف من جراء اعتداءات المستوطنين المتطرفين.

وأشار الرجوب إلى أنّ "كريات أربع" من أوائل المستوطنات التي أُقيمت على أرض مدينة الخليل وترتبط بها شبكة من البؤر الاستيطانية، فهي شريان رئيس للمستوطنين ومنها يخرج الإرهاب وقادته".

من جانبه قال المحلل السياسي عادل شديد: إنّ مستوطني "كريات أربع" يتفاخرون بعنصريتهم تجاه المواطنين في الخليل، وما يتعرض له أهل المدينة من عربدة مصدره "كريات أربع"، وما يجري من تهويد في المسجد الإبراهيمي وفي البلدة القديمة ينطلق من المستوطنة ذاتها.

وأوضح شديد لصحيفة "فلسطين" أنّ هناك مخططات مرعبة يقودها غُلاة المستوطنين في "كريات أربع" ضد مدينة الخليل وأهلها، كما أنّ عدة إذاعات للمستوطنين تبثُّ من مستوطنة "كريات أربع" تُحرّض ليلًا نهارًا على المواطنين.