من قلعة (جَعْبَر) الشامخة في سوريا، ومشيخة المسجد الإبراهيمي في الخليل يخرج من صلب عائلة الجعبري البطل والأسير والشهيد.
وكان ابن الخليل القسامي مجاهد عبد الفتاح الجعبري أول استشهادي في العائلة، بعد أن حفظ 17 جزءًا من القرآن، ودرس الهندسة بجامعة بوليتكنك فلسطين.
ونفّذ الجعبري عمليته الاستشهادية وهو صائم على أحد الحواجز في بلدة الرام شمال مدينة القدس المحتلة بتاريخ 18/5/2003م.
في ذات اليوم تعانقت روح "مجاهد" مع أخويه المجاهدين باسم التكروري مُنفّذ عملية التلة الفرنسية، وفؤاد التكروري مُنفّذ عملية البلدة القديمة في الخليل في عمليات ثلاث تبنتها كتائب الشهيد عز الدين القسام.
ومن مدينة الخليل نفّذ نسيم محمد الجعبري عملية بطولية في بئر السبع بالداخل المحتل في 31 أغسطس عام 2004، وأسفرت عن مقتل 16 مستوطنًا وإصابة أكثر من 100 آخرين.
ونفّذ "الجعبري" العملية برفقة الاستشهادي أحمد القواسمي، بتفجير حافلتين تقلّان عشرات المستوطنين تناثرت أشلاؤهم بسبب قوة التفجير.
وفي 6-6-2007م أعدمت قوات الاحتلال الشيخ يحيى الجعبري (67 عامًا) من الخليل، بعد اقتحام قوات كبيرة منزل العائلة في ضاحية الرامة شمال مدينة الخليل وارتكاب مجزرة مروعة بحقّ أفرادها.
واخترقت رصاصات جنود الاحتلال جسد الشيخ يحيى الجعبري فاستُشهد على الفور وأُصيبت زوجته المسنة فاطمة (65عامًا) بجروح خطيرة، في حين أُصيب أولاده كامل وراجح وماهر.
أبطال في الأسر
بعد تمكنه من الفرار ساعات، طاردت قوات كبيرة من جيش الاحتلال نجله صالح، واعتقلته ليحكم عليه بالسجن 14 عامًا بعد اتهامه بإطلاق النار على المستوطنين.
وولد الأسير الجعبري بتاريخ 14 من نوفمبر عام 1987م، وانتمى لحركة المقاومة الإسلامية حماس في سنٍّ مبكرة من عمره، ونشط في مقاومة الاحتلال والتصدي للاقتحامات.
وتُغيّب سجون الاحتلال أبطالًا من عائلة الجعبري، كالأسير "معمر رشادي الجعبري" الذي تحرر في صفقة وفاء الأحرار وأعيد اعتقاله عام 2014.
والأسير القسامي معمر الجعبري عمل ضمن خلية قسامية حملت شرف الرد على المحاولة الأولى للاحتلال الإسرائيلي لاغتيال الشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي، في اليوم التالي.
واعتقلت قوات الاحتلال الجعبري عام 2003 وهو في الثامنة عشرة من عمره، ووجّهت له محاكم الاحتلال تهمة العمل مع الاستشهادي القسامي عبد المعطي شبانة، وحكم عليه بالسجن المؤبد.
في حين نفّذ الشهيد محمد الجعبري عملية كريات أربع مساء الـ29 من أكتوبر 2022، سبقه في العمل الفدائي شقيقه المُحرر وائل الجعبري المُبعد إلى غزة، الذي تحرّر في صفقة وفاء الأحرار في شهر أكتوبر/ تشرين أول 2011، بعد أن كان محكومًا بمؤبدين بتهمة قتل جنديين إسرائيليين خلال انتفاضة الأقصى.
وعبّرت عائلة الشهيد محمد الجعبري عن فخرها بالعملية البطولية التي نفّذها ابنها في مستوطنة "كريات أربع" الجاثمة على أراضي الخليل، وأدت لمقتل مستوطن وإصابة آخرين بجراح.
وقال عمُّ الشهيد، الحاج حجازي الجعبري، إنّ العملية البطولية التي نفّذها "محمد" أمر طبيعي ومتوقع من كل شباب الخليل.
وأكد الجعبري أنّ العملية الفدائية ردٌّ طبيعي على اعتداءات المستوطنين بحقّ المسجد الأقصى والنساء الفلسطينيات ومدينة نابلس، مشددًا على أنّ "المواطنين لن يرضخوا للاحتلال، ولن يسلموا له ولن يرفعوا الراية البيضاء".