فلسطين أون لاين

يحمل في جعبته ثماني كؤوس

بطل "يوسي ماس" للحساب الذهني يحلم بأن يغدو طيارًا

...
القدس المحتلة-غزة/ مريم الشوبكي:

لثلاثة أعوام على التوالي تربع المقدسي محمد عويس من بلدة بيت حنينا شمالي مدينة القدس على منصة التتويج في مسابقة الحساب الذهني العالمية، وبزمن قياسي تمكن خلاله من حل 200 مسألة حسابية في ثماني دقائق، ومنافسة مئات الطلبة من 30 دولة حول العالم.

وفي نهاية أغسطس/ آب الماضي خاض عويس مسابقة "يوسي ماس (UCMAS)" ونافس ضمن المستويات العليا الفئة (A) بعدما تخطي المستوى الثامن في الحساب الذهني.

و"يوسي ماس" مسابقة تعتمد على الحساب الذهني وتتكون من عشرة مستويات تبدأ من المستوى الأساسي إلى المستوى المرتفع، وتزداد الاختبارات صعوبة كلما ارتفع المستوى.

ثماني كؤوس

يقول محمد (14 عامًا) لـ"فلسطين": "هذا العام عقدت المسابقة عبر الإنترنت، وكانت الأصعب، حيث كان عليّ حفظ لوحة المفاتيح ومتابعة الشاشة ويتطلب الأمر سرعة بديهة عالية، بخلاف المسابقات الوجاهية التي تعتمد على الورقة والقلم".

ويتابع: "بمساعدة والدتي تمكنت من حفظ الأرقام على لوحة المفاتيح قبل أشهر من إعداد المسابقة، وشهدت مراحل المسابقة تنافسًا شرسًا لصعوبة المسابقة لهذا العام، وفي النهاية تمكنت من حصد المركز الأول بكل جدارة".

ويبين محمد أنه يبدأ عادة بالاستعداد للمسابقة العالمية للحساب الذهني لمدة ستة أشهر بشكل مكثف، وبحيث يحل 10 نماذج يوميًا، حتى يتمكن من المحافظة على "مركز البطل".

وكل عام يخوض مسابقات الحساب الذهني التي تعقد محليًا ودوليًا منذ أن كان في عمر التاسعة، وتمكن من الفوز بثماني كؤوس من أصل تسع منذ 2017م حتى 2022م.

ويشير إلى أن "يوسي ماس" بخلاف أنها مسابقات حسابية فإنها تنمي القدرات الذهنية، والثقة بالنفس، والتواصل مع العالم بلغات جديدة، ومهارات التواصل مع مجتمعات مختلفة.

ويؤكد محمد أن الدعم المعنوي والنفسي الذي يتلقاه من أخوته ووالديه هو السر في حصده المراكز الأولى في جميع المسابقات التي خاضها.

ويطمح بأن يصبح مدربًا في مجال الحساب الذهني ليخرج أبطالًا مثله، ويحلم بأن يصبح طيارًا في المستقبل.

اسم فلسطين

"محمد كان طفلًا مميزًا سابقًا لسنه"، تصف الأمم "رتيلا" ابنها، ما دفعها إلى إلحاقه برياض الأطفال بعمر الثلاث سنوات، حيث لامست معلماته "تميزه الفريد".

وتتحدث رتيلا لـ"فلسطين": "مع دخوله المدرسة أثبت محمد جدارته وحصد المركز الأول على مدرسته وهنا بدأت أبحث عن نشاط لامنهجي يُكمل دور المدرسة، لذا اخترت برنامج الحساب الذهني لكي يكتسب مهارات في الرياضيات والمواد العلمية الأخرى، وكذلك توسيع مداركه في حفظ المواد الأدبية".

وتشير إلى أن نجلها تأخر في إنهاء المستويات العشرة للحساب الذهني بسبب توقف المركز عن عقد الدورات على مدار جائحة كورونا التي اجتاحت العالم منذ أكثر من عامين.

وتلفت رتيلا إلى أن برنامج الحساب الذهني يحتاج إلى مجهود مضاعف من الطالب، لأنه يعتمد على التدريبات المكثفة والسرعة العالية والاعتماد على تخيل العمليات الحسابية في الذهن دون استخدام القلم.

وشارك محمد في أول مسابقة "يوسي ماس" عالمية في عام 2017 ولكن لم يفز بتلك المنافسة. تقول والدته: "عرفت بتلك المسابقة قبل أسبوعين من انعقادها وهي مدة غير كافية للاستعداد، ولكن في العام التالي كثت محمد جهوده وحصد المركز الثاني.

وتحرص الأم "رتيلا" على مرافقة ابنها محمد في رحلاته للمشاركة في المسابقات الدولية للحساب الذهني، وتكون كل تكاليف الرحلة على نفقتها الشخصية وعلى الرغم من ذلك تصر كل عام على المشاركة رغم العبء المالي الذي تتحمله كل عام.

وعن لحظات الفوز، تجيب: "تكون ممزوجة بين البكاء والضحك والفخر، بأن محمد لم يخيب ظن عائلته به، وإصراره على رفع اسم فلسطين في جميع المحافل الدولية على الدوام، تأكيدًا أن فلسطين مليئة بالمبدعين والنوابغ التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها".