فلسطين أون لاين

روت تفاصيل اقتحام الاحتلال منزلها

والدة الشهيد "النابلسي": حرمات بيوتنا تُنتهك ونريد العيش بأمان

...
صورة أرشيفية
غزة/ يحيى اليعقوبي:

روت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي من مدينة نابلس، تفاصيل اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، منزلها واعتقال نجلها "محمد إياد"، قبل أن تقيد أفراد العائلة وتحتجزهم في شقة واحدة.

وقالت النابلسي لصحيفة "فلسطين": "صلينا الفجر، وبعد لحظات وقبل أن نعود للنوم، اقتحم جنود الاحتلال البيت بطريقة همجية لا توصف، وجدناهم يقفون فوق رؤوسنا"، معتبرةً أن "هذا سلوك الاحتلال، وهو غني عن التعريف".

وأضافت: "اعتقلوا ابني الكبير "محمد إياد"، واقتادوه معهم، بالبداية منعوه من استبدال ملابسه، لكن والده تصدى لهم وأصرَّ أن يبدل ملابس البيت حتى أذعنوا لطلبه".

وأوضحت أن جنديًا من جيش الاحتلال هدد زوجة ابنها المعتقل، وطالبها بتسليم الهاتف المحمول وإلا سيقوم بتجريدها من ثوب الصلاة الذي ترتديه وتخفي الهاتف فيه.

تردف النابلسي: "بعدما سلمته، طلب إحضار هاتف زوجها، وهدّدها مرةً أخرى وقال: "إذا ما حتجيبه راح أسحب شال الصلاة"، فسلمته الهاتف".

اقتحام كبير

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال صادرت هاتف حفيدتها الصغيرة بعمر عام، وتركوها تبكي بمفردها بالغرفة، ومنعوا والدتها من إحضارها.

ووصفت أعداد القوات المقتحمة بالكبيرة، توزعوا خلال الاقتحام على درج البيت وفي الطريق وداخل المنزل، ورافقتهم جرافة.

وحول غياب السلطة عن حماية أهل الشهداء، قالت النابلسي: "نحن نطالب العيش بأمان ولا نريد أكثر من ذلك، كما يعيش غيرنا، وهذا حقنا، لأن حرمات بيوتنا تنتهك ليل نهار، ثم نقول: هناك دولة مستقلة"، وتساءلت: "كيف يأتي الجنود ويعتدون علينا، بأي حق!؟".

وعدّت مشاركة عشرات الآلاف من المواطنين في تشييع جنازة شهداء نابلس الستة "استفتاءً شعبيًا على خيار المقاومة"، ويدلل أن الشباب الشهداء كانوا يسيرون في الطريق الصحيح، ولولا ذلك لما خرج لهم كل تلك الأعداد والحشود.

لن تنزل النار عن الجبل

ورغم كل ما يفعله الاحتلال في حصار مدينة نابلس بهدف تركيعها، أكدت والدة الشهيد النابلسي، أن نابلس هي جبل النار من أيام الرومان، وستبقى كذلك و"لن تنزل النار عن الجبل".

ولدى سؤالها، إن كان الشباب يلبون وصية نجلها الشهيد والذي دعاهم إلى "الحفاظ على الوطن من بعده، وعدم ترك البارودة"، قالت" هذا ما أراه يتجسد وينفذ بحول وأمر الله"، مطالبةً الشعب الفلسطيني بالدفاع عن المسجد الإبراهيمي الذي لا يقل أهمية عن المسجد الأقصى.

وأظهرت نموذجًا جديدًا من الأم الفلسطينية الصابرة المحتسبة، وزفت نجلها الذي ارتقى في التاسع من أغسطس الماضي بالزغاريد وبكلمات الصبر والثبات والحمد والشكر، ودعوات القبول في الشهداء.

وقالت في وداعه أمام مستشفى رفيديا بنابلس: "إذا طخوا إبراهيم، في مية إبراهيم، كل واحد إبراهيم النابلسي، راح عند حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم".