تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حصارها العسكري المفروض على مدينة نابلس وبلداتها شمال الضفة الغربية، لليوم السابع عشر على التوالي، ولا تزال ترفض دخول أو خروج أي أحد من المدينة وإليها، من خلال الحواجز العسكرية التي وضعتها بجميع مداخل ومخارج المدينة، والقرى والبلدات المجاورة لها.
واستشهد بمدينة نابلس، أول من أمس، 5 مقاومين بينهم أحد قادة مجموعة "عرين الأسود" وديع الحَوَحْ، وأصيب أكثر من 20 آخرين برصاص الاحتلال، وصفت إصابات 4 منهم بالخطيرة، وذلك خلال العدوان العسكري الإسرائيلي في البلدة القديمة في مدينة نابلس.
الناطق الإعلامي للجنة المؤسسات والفعاليات الوطنية في محافظة نابلس، د. غسان حمدان، يؤكد أن سلطات الاحتلال كثفت من إجراءاتها المتمثلة في منع الناس من التحرك لدخول وخروج المدينة.
وقال حمدان في حديثه لـ"فلسطين": "الحصار الإسرائيلي المستمر ضد مدينة نابلس لليوم الـ17 على التوالي، أثر بشكل كبير في الحياة اليومية للمواطنين بما فيها التجارة والصناعة، والتعليم، حيث أكثر من 55% من الطلاب لا يستطيعون الوصول لمدارسهم وجامعاتهم".
وأوضح أن سلطات الاحتلال تمنع الطواقم الطبية من الوصول إلى أماكن عملهم داخل المدينة، وهو ما يؤثر في الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، إضافة إلى أن حالة الطوارئ المعلنة تلغي برنامج العمليات المرتبة لأشهر، وهذا يؤثر في العمل الصحي.
وأشار حمدان إلى أن مدينة نابلس تعد مركزًا تجاريًا وبها احتياط من المواد الغذائية، "ولكن المشكلة الأساسية تكمن في الحصار الذي تسبب بفقدان الكثير من المواطنين لأعمالهم، وهو ما تسبب بتراجع القدرات المالية للمواطنين".
ولفت إلى أن الإجراءات المتبعة من جيش الاحتلال ضد نابلس، لها هدف واحد وهو كسر معنويات الناس وإرادتهم، ولكن تلك السياسة ستفشل أمام صمود الناس.
وشدد حمدان على ضرورة وجود دعم من الجهات الرسمية بدعم الاحتياجات الأساسية للمناطق التي تشهد تصعيدا.
بدورها، أكدت الصحفية من مدينة نابلس، ابتهال منصور، أن استمرار حصار نابلس لليوم الـ17 على التوالي ضرب الحالة الاقتصادية للمدينة، نتيجة توقف عدم السماح لأهالي الداخل المحتل من الشراء.
وتقول منصور في حديثها لـ"فلسطين": "يعتمد تجار مدينة نابلس على أهالي الداخل المحتل عام 1948 في ترويج بضائعهم، لذا فإن استمرار حصار المدينة يتسبب بخسائر كبيرة لاقتصاد المدينة".
وبينت أن الاحتلال لا يسمح لأحد من سكان نابلس الدخول أو الخروج من المدينة، حيث يشدد من إجراءاته على جميع مداخلها، مع وضع سواتر ترابية على بعض الحواجز.
وأوضحت منصور أن الاحتلال يعتدي على المواطنين الذين يحاولون الخروج أو الدخول إلى نابلس، حيث صادر قبل أيام سيارة أحد المواطنين على أحد الحواجز.
وأشارت إلى أن المواد الغذائية بالمدينة متوفرة، حيث يسمح الاحتلال للتجار بإدخال احتياجات المدينة.
بدوره، يؤكد التاجر محمود حمدان، أن مدينة نابلس تحولت إلى سجن كبير بفعل محاصرة الاحتلال لها منذ 17 يومًا، وعدم سماحه لأحد بالدخول والخروج منها.
ويقول حمدان في حديثه لـ"فلسطين": "أنا تاجر مواد غذائية، وكنت قبل أيام الحصار أشتري كميات تقدر بمئات الأطنان من الدقيق والسكر، ولكن مع بدء تطبيق الحصار، أصبحت تجارتي محدودة جدًا".
ويضيف حمدان: "نابلس تعيش حالة حرب بالفعل، فالمحلات التجارية تغلق عند بداية العصر، والجميع يخشى من اقتحامات جيش الاحتلال المتواصلة للمدينة، والناس تشتري احتياجاتها بشكل سريع".
وبين أن الحركة الشرائية في مدينة نابلس باتت تقتصر فقط على سكان المدينة، وغاب وجود باقي أهالي المدن الأخرى، وهو ما يتسبب بخسائر لتجار المدينة بمبالغ كبيرة يوميًا.