لا يتوقف الاحتلال عن ملاحقة الفلسطينيين في حياتهم اليومية، بل يغتالهم بدمٍ بارد بإطلاق النار عليهم فورًا، بذريعة الاشتباه بهم على الحواجز وفي الطرقات بالضفة الغربية والقدس المحتلتين.
الشاب رابي عرفة رابي (32 عامًا) من مدينة قلقيلية أعدمه جنود الاحتلال برصاصة غادرة في رأسه على حاجز "الياهو- رقم 109" جنوب قلقيلية مساء أول من أمس، حيث ارتقى بعد وقت قصير من نقله في مشفى رفيديا في نابلس.
ويعد حاجز "الياهو" منصة إعدام، فقد استشهد العديد من الشبان وأصيب آخرون برصاص جيش الاحتلال، من بينهم الشهيدة الفتاة رشا عويصي التي ارتقت قبل سبع سنوات برصاص جنود الحاجز بينما كانت متوجهة لزيارة خطيبها في إحدى بلدات الداخل المحتل.
والده عرفة رابي يقول بنفسٍ مكلومة: "رصاص الغدر يحصد أرواح شبابنا الذين يتوجهون للعمل في الداخل المحتل للحصول على لقمة عيشهم"، لافتا إلى أنه كان من المقرر عقد قران ابنه الشهيد الجمعة القادمة تمهيدًا لفرحه، إلا أن جنازته كانت حفلا من نوع آخر، حيث شارك الآلاف فيها "وشاهدت الجميع حولي وتذكرت أن هذا هو عرس ابني الحقيقي، إذ ارتقى مظلوما لتوفير لقمة العيش وبناء أسرة وبيت جديد.
وأضاف رابي لصحيفة "فلسطين": "قدرنا أن نعيش على هذه الأرض تحت ظلم الاحتلال والحصار وجدار الفصل العنصري، ودفع فاتورة باهظة، عنوانها الدم النازف والجرح المؤلم".
وأشار إلى أن الاحتلال لا يزال يعتقل شقيقه عبد الناصر رابي الذي يعاني من مرض السرطان، وأنه معتقل منذ أكثر من عام رهن الاعتقال الإداري الظالم "وقد حرمه الاحتلال من وداع ابني في صورةٍ تظهر وحشية الاحتلال وهمجيته".
وعد محافظ قلقيلية رافع رواجبة ما جرى مع الشهيد "رابي" جريمة قتل متعمد، واصفا إياه بـ"شهيد لقمة العيش".
وحمل رواجبة في حديث لـ"فلسطين" الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الجريمة، مطالبا المجتمع الدولي بالخروج من صمته ولجم المحتل عن جرائم الإعدام التي ينفذها جنوده دون أي سبب.
الناشط محمد زيد من قلقيلية، قال معقبا على استشهاد "رابي": "قبل أكثر من شهرين استشهد أحد العمال في المنطقة القريبة عند فتحات الجدار العنصري، وعمره في الخمسينات من محافظة نابلس، بعدما أعدمه جنود الاحتلال بالرصاص بدم بارد"، مشيرا إلى أنهم يلاحقون العمال ويستهدفونهم بالقتل بحجج واهية كما زعموا أن "رابي" حاول تنفيذ عملية دهس، لتبرير جريمتهم.
ونبه زيد إلى فلسطين" أن انتهاكات جنود الاحتلال بحق العمال على الحواجز بلغت ذروتها من خلال التحريض عليهم باعتبارهم خطرًا على أمن دولة الاحتلال، وما جرى مع الشهيد "رابي" هو تنفيذ لمخرجات التحريض على العمال.