فلسطين أون لاين

نحن أمام مرحلة جديدة

في الوقت الذي أصدرت فيه لجنة الانضباط التابعة لاتحاد كرة القدم قراراتها وعقوباتها المتعلقة بأحداث مباراة فريقي شباب خانيونس وشباب رفح في الجولة السابعة للدوري الممتاز، فإن الأمور أصبحت واضحة لا لُبس فيها، حيث صدر القرار وبالإمكان التعليق عليه بعيداً عن أي افتراضات.

الجميع بلا استثناء كان على قناعة بأن قرار لجنة الانضباط بتخسير شباب رفح مسألة وقت لا أكثر، لا سيما وأن الجميع يعلم أن المشجع الذي ألقى زجاجة المياه المُجمدة على الملعب وأصابت الحكم محمد السدودي، هو من مشجعي نادي شباب رفح ولم يكن مندساً كما ذهب البعض للترويج لذلك في محاولة لاستباق قرار لجنة الانضباط واتحاد كرة القدم وبالتالي توجيه القرار.

على الصعيدين الشخصي والمهني والوطني، أشعر أن نتيجة ما حدث يصب في المصلحة العامة، لأن ما حدث سيكون علامة فارقة فيما هو قادم، وسيكون لمجالس إدارات الأندية دور كبير في عملية ضبط المدرجات، وسيتم كشف كل مشجع سيتسبب في تخسير فريقه في المباريات القادمة.

بدون أدنى شك أن فريق شباب رفح وقع ضحية لأحد مشجعيه وخسر مباراة كان متقدماً فيها بثلاثة أهداف، وكان قاب قوسين أو أدنى من الخروج فائزاً بنقاط المباراة وبالتالي الانفراد بالصدارة، ولكن هذا الظلم الذي تعرض له شباب رفح لم يكن من لجنة الانضباط وليس من اتحاد كرة القدم وليس من الحكم عاهد المصري وليس من الحكم المساعد محمد السدودي وليس من الإعلام والإعلاميين، فقد كان ظلماً من ذوي القربى ومن أحد مشجعيه.

أعي تماماً أن الحالة النفسية والمعنوية لمنظومة شباب رفح حالة سيئة بسبب خسارة مباراة مهمة كان الأقرب للفوز بنتيجتها، ولكن ليس هناك أي وسيلة من الوسائل ستؤدي إلى نجاح شباب رفح في نفي الحدث أو نفي مسؤوليتها عنه، لا سيما وأنه حدث من مدرجات النادي، وهي المسؤولة عن تصرفات جماهيرها، مثلما هي المستفيدة من تشجيع جماهيرها التي كانت العامل الأهم في فوز شباب رفح بكل بطولاته على مدار السنوات الماضية.

كما وأعي تماماً الحالة النفسية للجماهير التي فقدت فرصة الفوز بالمباراة بسبب أحد أفرادها الذي كان موجوداً بينها، ولكنها طالما تعتقد أن الفريق تعرض للظلم، عليها أن تعلم أن من تسبب في الظلم هو المشجع الذي كان بإمكان الجماهير أن تمنعه من إلقاء الزجاجة، أو أن تدل إدارة النادي عليه لكي ينال عقابه، لا أن تنسى ذلك وتعترض على العقوبة.

اليوم وقد تبين أن الجماهير مثلما تساهم في فوز فرقها، فهي تتسبب في بعض الأحيان في خسارته مثلما حدث، وهذا يدعو إلى أن تقوم الأندية بمقاضاة المتسبب وتقديمه للعدالة ليكون عبرة لمن يعتبر، وليكون آخر مشجع يتسبب في تخسير فريقه، وهذا ما يعود بالمنفعة على الأندية ويكون بمثابة رادع لكل من تسول له نفسه بالتخريب.

من جهة أخرى، فإن من يتبنون نظرية المؤامرة ويروجون لها، فهي مرتبطة بثقافة المروجين أولاً، وبانتمائهم لأنديتهم ثانياً، ومحاولتهم تحقيق مصالح أنديتهم على حساب المصلحة العامة، وأنا هنا مع من يعمل على تحقيق مصالح ناديه، ولكن على قاعدة أن تكون صاحب حق، لا أن تهدم المعبد من أجل المصلحة الخاصة.

وللأسف أن البعض من كوادر الأندية تقوم بتضليل جماهير ناديها وتحريضهم على اتحاد كرة القدم والإعلام، حيث إن فرض عقوبات على شباب رفح أيًا كان السبب يُعتبر مؤامرة على النادي، وهذا الافتراض غير صحيح وغير منطقي.

وعلى الرغم من طبيعة علاقة اتحاد كرة القدم معي منذ سنوات بسبب موقفي من أسلوب رئيس الاتحاد في إدارة الاتحاد، إلا أن هذا لا يُعطيني الحق بإيقاع الظلم الإعلامي على الاتحاد، فهو لا يتآمر على أي نادٍ، فهو لا يُنافس معها على ألقاب، كيف لا وهو المُنظم للبطولات منذ عام 1994 وحتى الآن، ولا يعنيه من يفوز ومن يخسر.

أخيراً على شباب رفح أن يتقبل العقوبة وأن يستخلص العِبر مما حدث لكي لا يتكرر ويجد النادي نفسه خارج دائرة المنافسة على الألقاب التي حصل على (17) منها خلال 28 عاماً.