مع اقتراب الانتخابات الصهيونية الداخلية، وبعد صعود اليمين الصهيوني المتطرف إلى سدة الحكم خلال الحقبة الأخيرة، ووصول شخصيات تتصف بالإرهاب والتشدد في مواقفها، أعجب وأنا أستمع لبعض المحللين الذي يذهبون بتحليلاتهم إلى سنوات صعبة ستشهدها المنطقة في ظل حكمهم.
وكأن حكم من سبقهم كان أفضل بالنسبة للمنطقة ولعملية التسوية المزعومة، علماً أن معظم الحروب القاسية خاضها من يدعون السلام كحزب العمل، وكاديما، كالحرب على لبنان وغزة وما خلفته من شهداء وجرحى ودمار ما زلنا نعانيه حتى اللحظة، عدا عن الحصار العنصري على قطاع غزة الذي طال الطعام والدواء والشراب.
وهنا أود التأكيد أن دولة الاحتلال الصهيوني تعيش آخر أيامها، وتعاني حالة من الانحسار والضمور لم تشهد لها مثيلاً منذ قيامها في عام 1948، فسنوات بقائها في هذه الدنيا باتت معدودة نتيجة ظلمها وعدم شرعية وجودها، وهذا ما يذهب إليه الصهاينة في استطلاعاتهم الأخيرة، وما يؤكده أبرز مراكز الدراسات الإستراتيجية، ومعاهد الأبحاث الدولية.
وهنا أستحضر ما قاله لي الشيخ الإمام أحمد ياسين في مقابلة صحفية أجريتها معه لإحدى الصحف العربية بعد خروجه من السجن في عام 1997م، عندما بين لي أن (إسرائيل) ستزول في عام 2027م، وعند سؤالي له كيف عرفت ذلك، قال: أنا لا أعلم الغيب ولكن أتوقع وأستنبط من القرآن الكريم، عندما حدد المولى عز وجل أربعين سنة لتغيير الجيل خلالها في تيه بني إسرائيل، وعند تطبيق ذلك علينا نجد أن عام 1948م كان عام النكبة والهزيمة عند خروجنا من أرضنا، وبعد أربعين سنة في عام 1987م كان جيل الانتفاضة الأولى، والتمرد على الظلم والاحتلال، على الرغم من أن من قام بهذه الانتفاضة كان من جيل الشباب والأشبال الذين لم يروا بلداتهم الأصلية من المهجرين، ولم يعاصروا عام النكبة، إلا أنهم يتمسكون بأرضهم ويقدمون أغلى ما يملكون في سبيل تحريرها من الاحتلال والدفاع عنها، وأكمل الشيخ رحمه الله قائلا: وبعد أربعين سنة أي في عام 2027م سيكون جيل النصر والتحرير بإذن الله وزوال دولة الكيان الصهيوني على أيدي المسلمين الموحدين أصحاب العقيدة الراسخة.
هذه البشارة التي تنبأ بها الشيخ قبل أكثر من ثلاث وعشرين عاماً، بدأت معالمها تظهر، وباتت قريبة أكثر من أي وقت مضى، وليس ما حصل في معركة سيف القدس عنا ببعيد، والثورة الباسلة التي يخوضها شعبنا في الضفة والقدس خير دليل على ذلك، فدولة الاحتلال أشبه بالطفيليات التي لا جذور لها تعتاش على غيرها، ولا تملك مقومات الحياة.
ولم يكن صعود اليمين المتطرف في هذه الفترة إلا للتعجيل في زوال الكيان وعودة الحق لأصحابه الشرعيين.