فلسطين أون لاين

​مركز حقوقي يرصد أول حالة وفاة

الطفل "السايس" .. هل توفي نتيجة السباحة في مياه البحر الملوثة؟

...
الطفل محمد السايس (أرشيف)
غزة - يحيى اليعقوبي

مجددًا يطفو الحديث عن مخاطر السباحة في مياه بحر قطاع غزة الملوثة بالصرف الصحي على حياة الإنسان، بعدما أعلن مركز حقوقي بغزة عن أول حالة وفاة ناتجة عن السباحة في المياه الملوثة، إلا أن سلطة جودة البيئة تؤكد أن السباحة بالمياه الملوثة بالصرف الصحي تسبب العديد من الأمراض لكنها غير قاتلة.

وأفاد مركز الميزان لحقوق الإنسان في بيان صحفي، أن الطفل محمد أحمد السايس (5 سنوات)، من سكان حي الزيتون شرق مدينة غزة، توفي يوم السبت 29 يوليو/ تموز الماضي جراء إصابته بجرثومة في الدماغ، وهي أول حالة لطفل يعتقد أنها نتيجة تلوث مياه بحر غزة، مطالبًا المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع.

وبحسب التقرير الطبي الصادر عن مستشفى الدرة للأطفال بمدينة غزة، فقد أصيب الطفل بتسمم مجهول، بالإضافة إلى متلازمة أكيري (داء الشغيلات) المؤدية للتسمم القاتل والتلف الدماغي.

وكان الطفل السايس قد سبح في بحر منطقة الشيخ عجلين غرب غزة برفقة ذويه قبل وفاته بعشرة أيام، حيث بدأت تظهر على الطفل وبعض أفراد عائلته مظاهر الإعياء والمرض في اليوم التالي للسباحة، ما استدعى نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.

وكان رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال د. زياد المصري قد أوضح أن الطفل السايس وصل إلى قسم الاستقبال والطوارئ في المستشفى مصاب بحالة تسمم ووضعه حرج جدا مع وجود تشنجات واضطراب شديد في درجة الوعي حيث تم عمل صورة مقطعية عاجلة تبين عدم وجود نزيف دموي في الدماغ.

وفق تلك المعطيات ونظرا للاضطراب الشديد في درجة الوعي تم وضع الطفل على جهاز التنفس الصناعي وإعطاءه بروتوكولات علاجية تعمل على انعاش الدماغ بشكل المطلوب، بعد يوم واحد من استمرارية العلاج تم اعادة التصوير المقطعي للدماغ تبين وجود استسقاء في الدماغ واحتمال وجود ضرر في جذع الدماغ.

وأكد المصري أن التحويلة العلاجية كانت جاهزة، إلا أنه لم يتم الرد عليها من قبل وزارة الصحة برام الله والسماح بإخراج الطفل السايس للعلاج بإحدى المستشفيات داخل الأراضي المحتلة سنة 1948.

وأشار إلى أن الطواقم الطبية استمرت في التعامل مع الطفل برعاية مكثفة وفق البروتوكولات العلاجية المطلوبة حتى تاريخ وفاته حيث أنه لم يطرأ تحسن يذكر على وضعه الصحي إلى وفاته.

أعراض وأمراض

بدوره، أكد رئيس قسم مراقبة المياه بوزارة الصحة خالد الطيبي أن وزارته بالتعاون مع سلطة جودة البيئة تأخذ 48 عينة شهرياً من مياه البحر وتقوم بإخضاعها للفحوصات لتحديد المناطق الملوثة ونسب التلوث على شاطئ البحر، مؤكدًا أن السباحة في المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي خطرة وتنقل العديد من الأمراض.

وقال الطيبي لصحيفة "فلسطين": "إن الأمراض التي تسببها السباحة في المياه الملوثة غير معدودة نظرا لكثرتها، ولكن أهم الأمراض التي تسببها الاسهالات وبعض الأمراض الفيروسية والالتهابات الصدرية، والتهابات الجيوب الأنفية، والالتهابات الجلدية، والتهاب العين الوسطى، والأمراض الطفيلية بصفة عامة".

وشدد على ضرورة أن يلتزم المواطنين بالتعليمات وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من السباحة في الأماكن القريبة من مصبات مياه الصرف الصح.

غير قاتلة

من جانبه، ذكر مدير عام سلطة جودة البيئة في قطاع غزة بهاء الأغا أن سلطته قامت بالأمس بأخذ عينات من شاطئ البحر للدورة الجديدة لشهر آب/أغسطس الحالي قبل انتهاء موسم الاصطياف، مرجحا أن تظهر نتائج الفحوصات الجديدة نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل.

وتوقع الأغا في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن تشهد النتائج الجديدة تحسنا طفيفا، نظرا لتحسن جدول توزيع الكهرباء بنسبة طفيفة عن الشهر الماضي"، موضحا بأن سلطته تنتظر النتائج الجديدة لدراسة كيفية مواجهة مستوى التلوث بالبحر.

وأكد أنه حسب بيانات منظمة الصحة العالمية فإن السباحة في مياه ملوثة تؤدي للإصابة بالعديد من الأمراض ولكنها غير قاتلة، مشددا في الوقت ذاته على أن السباحة بالقرب من مصبات مياه الصرف الصحي خطرة وغير آمنة.

وأشار الأغا إلى أن هناك مناطق آمنة للسباحة على امتداد شاطئ قطاع غزة، مبيناً أن بحر غزة هو المتنفس شبه الوحيد للمواطنين في القطاع ولا يمكن منع السباحة فيه بصورة كاملة.