أطلق رجال أعمال في القدس المحتلة وآخرون من الداخل المحتل، مؤخرًا، مبادرة لتشغيل شبان مقدسيين فُصلوا من عملهم بسبب تعاطفهم مع منفذ العملية الفدائية عند حاجز شعفاط بمدينة القدس المحتلة، الشهيد عدي التميمي.
وكان عدد كبير من شبان المخيم ومناطق أخرى في القدس تعاطفوا مع منفذ العملية، بحلق شعر رؤوسهم بالكامل، للتمويه عليه، حيث كان أصلعًا عندما نفّذ العملية في 8 أكتوبر الحالي.
لكن هذا لم يرُق للإسرائيليين الذين يعمل لديهم بعض الشبان الفلسطينيين، وقرر أحدهم فصل 15 عاملًا فلسطينيًّا على الأقل، بزعم أنهم يؤيدون التميمي.
وانطلقت مبادرة رجال الأعمال في مخيم شعفاط، بعنوان "طُردت بسبب حلاقة رأسك؟ نحن نوفر لك عملًا".
وعمم نشطاء المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها رواد هذه المواقع باهتمام كبير.
وكان المقدسي ليث عبد ربه، من المبادرين لمساعدة هؤلاء الشبان، وتعهد بتوفير عمل لكل من فقد عمله منهم.
وكتب على مواقع التواصل: "أنا أخوكم ليث عبد ربه من القدس، أي حد (شخص) تمَّ توقيفه عن عمله من الشباب يا ريت يتواصل معي، أنا سأؤمّن لكم عملا بإذن المولى أحسن من اللي قبل"، وأرفق رقم هاتفه النقال للتواصل معه.
أما الفلسطينيان مجدي أبو بكر ومحمود حوشية، صاحبا مطاعم في مدينة يافا شمالي فلسطين المحتلة، فنقل عنهما نشطاء قولهما: "كل حدا حلق شعرُه مش عاجبه معلمه، 100 أهلًا وسهلًا فيكم كلكم (جميعًا) يا غوالي، من بكرة نرحِّب فيكم تبلشوا (بدء العمل) شغل معنا، وفي مواصلات مؤمّنة ومبيت مجاني، ومنحطكم (نضعكم) فوق راسنا".
وكانت شرطة الاحتلال منعت بعض حليقي الرأس من دخول المسجد الأقصى، مؤخرًا، وخالفت بعضهم ماليًا.
وكان منفذ عملية شعفاط قتل مجندة في جيش الاحتلال بعد أن أطلق رصاص مسدسه من مسافة صفر عند الحاجز، وأصاب آخر بجروح خطرة للغاية، ونجح في مغادرة المكان رغم إطلاق جنود الاحتلال نيران رشاشاتهم بكثافة عليه.
وأثبتت حلاقة الشعر على الصفر حالة التكاتف بين الجميع في مخيم شعفاط، وقررت عدة صالونات تقديم الخدمة مجانًا للراغبين دعمًا وإسنادًا لمنفذ العملية.
وقد أصبحت "الصلعة" وسيلة ناجعة للتخفي عن أعين أجهزة كيان الاحتلال الذي يملك أقوى ترسانة عسكرية في المنطقة وأجهزة أمنية واستخبارية ومعدات تكنولوجية؛ عجزت جميعها عن الوصول إلى التميمي منذ تنفيذه العملية الأولى عند حاجز شعفاط، حتى أعلن استشهاده بعد تنفيذه عملية فدائية أخرى قرب مستوطنة "معالي أدوميم" شرق القدس المحتلة، الأربعاء الماضي، في الـ19 من الشهر ذاته.