ما حدث في مباراة شباب خان يونس وشباب رفح التي انتهت قبل وقتها الأصلي بقرار من حكم المباراة عاهد المصري، بسبب إصابة مساعده محمد السدودي في رأسه، بسبب إلقاء أحد مشجعي نادي شباب رفح زجاجة مياه معدنية مُجمدة، أمر خطير ولا سيما عندما يتعلق الأمر بحياة أي فرد موجود في الملعب سواء أكان مشجعًا أو لاعبًا أو مدربًا أو حكمًا.
وإلى جانب الأمر بأمن وسلامة الموجودين في الملعب، فإن هناك أمور أخرى متعلقة بصميم اللعبة، ولا سيما ما يُمكن أن تتعرض له المنظومة الرياضية عامة للضرر واتحاد كرة القدم على وجه الخصوص لكونه ناظم اللعبة والقائم على تطويرها، إلى جانب الضرر الذي يلحق بالأندية.
إن حجم التأثير السلبي للجماهير يجب ألا يصل إلى هذه المرحلة، فالجماهير توجد على المدرجات من أجل الاستمتاع أولًا وتشجيع فريقها ومساعدته على الفوز بالمباراة، وعليه الفوز باللقب، ولكن أن تصل الأمور إلى حد تهديد حياة البشر وتهديد مصالح الأندية وتهديد حالة الاستقرار الرياضي، فإن هذا الأمر يجب ألا يُسكت عنه.
لقد تلقيت مئات الأسئلة من متابعين يستفسرون عن قرار اتحاد كرة القدم في هذه الحالة، وأصحاب السؤال يريدون معرفة لصالح من ستصب نتيجة المباراة، هل للفريق الذي كان متقدمًا، أم للفريق المنافس الذي سيستفيد من قرار إلغاء المباراة، وهنا فإن الإجابة عن هذا السؤال سهلة وصعبة في الوقت نفسه.
إن سهولة الإجابة هي التي تكون موجهة للعقلاء العارفين بالقانون، أما الصعبة منها، فهي الموجهة للجماهير العاشقة لفرقها والتي تتمنى دائمًا تحقيق مصالحها، ولكن الإجابة النموذجية هي أن اتحاد كرة القدم سيقوم بتسليم التقارير الخاصة بالمباراة للجنة الانضباط سواء تقرير مراقب المباراة أو تقرير حكم المباراة، وانتظار ماذا ستُقرر، إذ إنها أصبحت صاحبة قرارات مُلزمة لجميع الأطراف بما فيها اتحاد الكرة بعدما كانت في السابق تُصدر توصياتها وتترك القرار لاتحاد كرة القدم.
البديهي في تحليل ما حدث يقول إنه لم يكن من مصلحة شباب رفح حدوث ما من شأنه تعكير أجواء المباراة أو إفسادها، ولا سيما وأنه كان متقدمًا بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بمعنى أنه كان الأقرب للحصول على النقاط الثلاث للمباراة ومن ثَم مواصلة الانفراد بصدارة جدول الترتيب حتى ولو مؤقتًا إلى حين انتهاء مباريات الجولة بالكامل.
وفيما يتعلق بالناحية الإعلامية للقضية، فإن الإشارة بوضوح لمفتعلي الشغب والعنف في الملاعب باستخدام الفيديو والصور الفوتوغرافية، أمر مهم يُحقق عدة أهداف نسردها للتوضيح على النحو الآتي:
أولًا: إجبار مجالس إدارات الأندية وروابط الجماهير التابعة لها لتكون مسؤولة عن المدرجات وما يحدث عليها من قِبَل الجماهير التابعة لها ولا سيما في ظل تحديد أماكن وجود جماهير كل فريق.
ثانيًا: العمل على لإقرار قانون يُجَرِم المشجع المشاغب بما يسمح بتقديمه للقضاء، وعليه إصدار أحكام بالسجن أو بغرامات مالية، ليكون عبرة لمن يعتبر.
ثالثًا: إجبار أهالي الجماهير أن تكون مسؤولة عن أولادها لكونها ألحقت بها أضرارًا مالية أو معنوية، ومن ثم إجبار الأهالي على توجيه النصائح لأولادها بعدم افتعال المشكلات على المدرجات.
رابعًا: توعية الجماهير ووضعها في صورة أنها بتصرفاتها تتسبب في تخسير فرقها وربما إضاعة بطولة.
خامسًا: تفويت الفرصة على بعض كوادر الأندية ولا سيما أعضاء مجالس الإدارات الذي يُنكرون تورطهم أو جماهيرهم بأعمال شغب، بأن هناك من يُراقب المدرجات، ومن ثَم وضعهم في موقف مُحرج بعد ثبوت أنهم متورطون.
سادسًا: لا يحق لأي نادٍ التستر على مفتعلي الشغب من باب عدم تعرضه لعقوبات وتخسير، أن يعمل من أجل تحقيق مصلحة ناديه على حساب المصلحة العامة.
سابعًا: العمل على توعية الجماهير بأنها تتسبب في فرض غرامات مالية تُرهق خزائنها، ناهيك بأن جماهيرها تتسبب في خسارتها للمباريات بقرار من لجنة الانضباط.