فلسطين أون لاين

تقرير حصار نابلس.. زيادة في تعقيد حياة المواطنين وتنقلهم

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ نور الدين صالح:

لم يعد وصول الصحفي محمد أبو ثابت الذي يقطن في منطقة "بيت دجن" شرقي مدينة نابلس، أمرًا سهلًا في أعقاب نصب قوات الاحتلال الإسرائيلي بوابة حديدية جديدة على حاجز "بيت فوريك" وزيادة أعداد الكتل الإسمنتية.

واعتاد "أبو ثابت" الذي يعمل صحفيًّا في مؤسسة "جي ميديا" للإعلام الخروج من بيته عند الساعة الثامنة صباحًا يوميًّا، إذ لا تستغرق طريق الوصول إلى مكان عمله سوى عشر دقائق، وفق ما يقول لصحيفة "فلسطين".

لكن نصب الحاجز واستمرار قوات الاحتلال فرض حصارها على مدينة نابلس لليوم الثالث عشر على التوالي خلق واقعًا مختلفًا، إذ ينتظر على حاجز "بيت فوريك" أكثر 4 ساعات، أملًا في الوصول إلى مكان عمله، "وقد يضطر للعودة لبيته في بعض الأحيان"، يضيف أبو ثابت.

والثلاثاء الماضي، نصبت قوات الاحتلال بوابة حديدية إلكترونية إضافية جديدة قرب حاجزي حوارة جنوبًا وبيت فوريك شرقًا، وذلك ضمن زيادة الإجراءات التعسفية وتضييق الخناق على المواطنين الذين يمرون عبر تلك الحواجز.

ويوضح أن هناك عشرات المواطنين وأكثر من 1000 سيارة تتنظر فتح الاحتلال للحاجر، عدا عن التفتيش الدقيق الذي يمارسه ضد المواطنين.

ووفق أبو ثابت، يربط حاجز "بيت فوريك" المناطق الشرقية في الضفة بمدينة نابلس، واستمرار إغلاقه يعزلها عن المدينة، مشيرًا إلى أنّ الطرق البديلة "ترابية ووعرة" ويوجد عليها جيش الاحتلال دائمًا، ويعرقل حركة المواطنين أيضًا.

وأضاف: "بات المشهد أشبه بإجراءات الاحتلال والإغلاقات خلال الانتفاضة الثانية عام 2000، بل أشد إلى حد ما، من خلال محاولات إذلال المواطنين عبر الاعتقال والاحتجاز لعدة ساعات على الحاجز".

"أبو ثابت" واحد من آلاف المواطنين الذي يعيشون ذات رحلة العذاب في أثناء التنقل لعملهم والطلبة لجامعاتهم، بفعل استمرار نصب 7 حواجز على جميع مداخل مدينة نابلس وتشديد الحصار المفروض عليها.

وتزداد حياة المواطنين في نابلس، تعقيدًا وصعوبة يومًا بعد آخر بفعل تشديد قوات الاحتلال من إجراءاتها وفرض المزيد من الحصار عبر نصب حواجز إسمنتية وحديدية على مداخلها من جميع الجهات.

وتواصل قوات الاحتلال إغلاق حاجزي حوارة الواقع جنوب المدينة بالكامل، ودير شرف غربًا بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، في حين تشهد حواجز صرة، والمربعة، وبيت فوريك، والحمرا شرق وشمال المدينة، وعورتا جنوبًا أزمة سير خانقة، بسبب عمليات التفتيش والتدقيق بهويات المواطنين، الذين يمرون عبر هذه الحواجز.

ويؤكد الناشط في المقاومة الشعبية بنابلس سامي دغلس، أنّ المشهد في نابلس يزداد صعوبة بفعل تقييد حركة المواطنين، معتبرًا ذلك "ضمن سياسة العقاب الجماعي".

وبيّن دغلس في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يراهن على ابتزاز الشعب الفلسطيني، من أجل الضغط عليه ودفعه لمعاداة المقاومة، ومن ثم قلب الحقائق.

ويواجه "دغلس" عراقيل عدّة في أثناء توجهه من بيته الواقع في بلدة "برقة" إلى منطقة وسط مدينة نابلس، لكونه يعمل في جمعية الإغاثة الطبية، إذ يستغرق حوالي 40 دقيقة في الوصول لها، علمًا أنه كان يستغرق قرابة 15 دقيقة قبل الحصار ونصب الحواجز.

وشدد على أن "الاحتلال يجاهر بأنه سيشدد الحصار على مدينة نابلس، لإجبار الفلسطينيين على تغيير مواقفهم"، مطالبًا المواطنين بعدم الانجرار إلى مساعي الاحتلال بكي الوعي الفلسطيني.

وعد أن ممارسات الاحتلال جاءت بعد حالة اليأس التي شعر بها، بفعل الحاضنة الشعبية للمقاومة والتضامن الواسع مع المقاومين، لافتًا إلى أن أهالي نابلس مُصرون على مقاومة الحصار مهما كلفهم الثمن، ورغم المعاناة التي يعيشونها. 

وكان النائب باسم زعارير أكد أن المشهد في مدينة نابلس وحصار الاحتلال لها، يعكس العجز الإسرائيلي في مواجهة شبابها المقاومين، ويؤكد استعداد شعبنا في دفع ثمن نيل الحرية.

وقال زعارير، إنّ المشهد في نابلس يعكس صورتين، الأولى صورة الاحتلال العاجز المفلس الذي يُعوّض عجزه في مواجهة شباب، تسلّحوا بالعزيمة والهمة العالية والإرادة الفولاذية.

وأوضح أن الصورة الثانية في نابلس تعبر عن لسان حال شعبنا كله عبر تاريخه، أنه يتوق إلى الحرية ومستعد لدفع الثمن.

وأطلق نشطاء فلسطينيون حملة إعلامية تحت وسم "#درع_وسند" لتمتين الحاضنة الشعبية للمقاومة في الضفة الغربية، وحث المواطنين على حماية المقاومين من غدر الاحتلال.