فلسطين أون لاين

المقاومة لن تخذل المُحرَّرين المعاد اعتقالهم

أقدم أسير في العالم.. عائلة "نائل البرغوثي" لم تفقد الأمل بصفقة "وفاء الأحرار 2"

...
أقدم أسير في العالم نائل البرغوثي
رام الله-غزة/ نور الدين صالح:

لم تمضِ سوى أقل من ثلاث سنوات على تحرير الأسير نائل البرغوثي ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، حتى أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقاله مرَّة أخرى، في مسعى للتنغيص على عائلته فرحة احتضانه بعد أن أمضى أكثر من 30 سنة في سجون الاحتلال.

كعادتها تأبى سلطات الاحتلال إلا أن تستهدف الإنسان الفلسطيني، عبر سياساتها العنصرية الممنهجة، وهذا ما حصل مع عائلة البرغوثي، حينما أعادت اعتقاله بعد الإفراج عنه ضمن صفقة مُشرفة أُفرج بموجبها عن 1027 أسيراً وأسيرة مقابل فك أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011.

كما حررت المقاومة عام 2009 بموجب "صفقة الحرائر" 20 أسيرة وثلاثة أسرى من الجولان.

ونجحت المقاومة الفلسطينية في الاحتفاظ بشاليط لمدة خمس سنوات، رغم عمليات البحث الاستخباراتية والحروب التي خاضها الاحتلال ضد قطاع غزة. 

تقول المحررة إيمان نافع زوجة الأسير نائل البرغوثي التي تقطن في منطقة كوبر شمال رام الله وسط الضفة المحتلة، إن "زوجها يتمتع بمعنويات عالية ويمارس حياته الطبيعية داخل سجن إيشل ويتابع كل الأوضاع التي تمر بها فلسطين والقضايا العالمية".

وتضيف نافع خلال حديثها مع صحيفة "فلسطين"، أن "الإفراج عن الأسرى ضمن صفقة مشرفة نفذتها المقاومة الفلسطينية أغاظت الاحتلال، وشكلت له ضربة قاسية، لذلك أراد استعادة هيبته بإعادة اعتقال عدد من المحررين ومن بينهم نائل".

وتُشير إلى أن إعادة اعتقال "أبو النور" شكَّلت صدمة كبيرة للعائلة، خاصة أنه أمضى سنوات طويلة قبل الإفراج عنه المشروط بعدم تحركه خارج مناطق سكنه، فهو لم يمضِ سوى عامين و7 شهور فقط في بيته.

وعدت إعادة اعتقاله "خرقًا قانونيًّا"، خاصة أن الصفقة جرت برعاية الوسيط المصري، إذ إن الاحتلال لم يحترم هذه الضمانات أو ينفذها.

وبيَّنت أن الاحتلال حكم على زوجها بعد إعادة اعتقاله بالسجن 30 شهراً، وبعد الانتهاء من الحكم، مدد اعتقاله شهرين آخرين، موضحةً أنه جرى الاستئناف على الحُكم "لكن دون نتيجة"، حيث استمرت في المماطلة لمدة 5 سنوات.

وتابعت نافع: "تفاجأنا بإعادة حكم نائل السابق وهو المؤبد و18 عاماً، علماً أن المحكمة لم تثبت عليه أي تهم، بل عملت على تلفيق تهم غير قانونية، مثل إلقائه كلمة في جامعة بيرزيت، وترشحه لحكومة برئاسة حماس".

وتحكي بُحرقة: "سيدخل نائل عامه الـ43 في سجون الاحتلال الشهر القادم، دون إطلاق سراحه، أو تدخل أي جهة دولية أو عربية، لذلك سنلتزم الصمت، فليس هناك أي كلام يُقال لهذا العالم بعد كل هذه المدة".

"نائل البرغوثي" ليس الوحيد، بل أعادت قوات الاحتلال اعتقال نحو 70 مُحررا بتاريخ 18/06/2014، وجددت في وقت لاحق الأحكام السابقة لـ50 منهم، وغالبيتهم بالسجن المؤبد إضافة إلى سنوات.

ويقبع حاليًّا في سجون الاحتلال 49 أسيرًا من محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم، في ظل مطالبات متكررة بالإفراج عنهم، ومن ضمنها مطالب للوسيط المصري الذي رعى صفقة التبادل.  

وتؤكد فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، حتمية الإفراج عن محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم.

وفي تصريحات متعددة أكدت حركة حماس أن البدء في الحديث عن صفقة جديدة مع الاحتلال مشروط بإطلاق سراح محرري "وفاء الأحرار"، مشددةً على أن ملف الأسرى على رأس أولوياتها.

وفي تصريح سابق عقب إعادة اعتقال محرري "وفاء الأحرار"، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. محمود الزهار، إن حركته غير مستعدة لتقديم معلومات حول جنود الاحتلال الأسرى في قطاع غزة، إلا بعد إفراج (إسرائيل) عن محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم.

وأضاف الزهار: "لا حديث عن ملف تبادل أسرى مع الكيان الإسرائيلي، إلا بعد أن يُطلق سراح جميع محرري صفقة وفاء الأحرار الذين اعتقلوا مجددًا والتعهد بعدم تكرار هذه التجربة".

في حين قال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع: إن إعادة اعتقال الأسرى المحررين "عربدة إسرائيلية وخرق لبنود الصفقة ونقض للضمانات، وتنكر للاتفاق الذي تم بالرعاية المصرية".

وأضاف القانوع لصحيفة "فلسطين" أن "المقاومة الفلسطينية تمتلك أوراقًا قوية للإفراج عن الأسرى في السجون الإسرائيلية وتستطيع أن تجبر الاحتلال للخضوع لمطالبها".

وتأسر المقاومة في غزة أربعة جنود إسرائيليين وترفض الكشف عن مصيرهم، قبل تحقيق شرطها بالإفراج عن محرري وفاء الأحرار.

ولم تفقد عائلة البرغوثي الأمل بالإفراج عن "أبو النور" ضمن صفقة "وفاء الأحرار2"، كما تقول نافع: "تهديدات المقاومة تُعيد لنا الأمل بالإفراج عن نائل وأسرى آخرين، فالأمل ما زال موجوداً بصفقة ثانية مشرفة".

وتختم حديثها: "نائل لا يزال يؤمن بأن فلسطين ستتحرر وهو سيكون جزءًا من هذا التحرير ويحتفل مع أبناء شعبه".