في صفحة من صفحات العز والكرامة والبطولة الفلسطينية شهدت الضفة الغربية والقدس المحتلتين عددًا من العمليات الفدائية والمواجهات التي امتدت على نطاق واسع، قتل وأصيب خلالها عدد من جنود الاحتلال الصهيوني والمستوطنين فيما استشهد تسعة مواطنين برصاص الاحتلال خلال الأسبوع الأخير، وقتل جنديان من قوات الاحتلال وأصيب 32 جنديًا ومستوطنًا، كما تم رصد 162 نقطة مواجهة، و40 عملية إطلاق نار، و66 عملية إلقاء عبوات متفجرة وزجاجات حارقة في عدة مناطق.
وشهد يوم الجمعة وحده استشهاد 4 شبان؛ هم: الشاب قيس عماد شجاعية (23 عامًا) من رام الله في اشتباك مسلح قرب مستوطنة "بيت إيل"، والأسير محمد ماهر تركمان (17 عامًا) متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في عملية الأغوار في 4/9/2022، والمقاومان الطبيب عبد الله الأحمد (43 عامًا)، ومتين ضبايا (25 عامًا) برصاص الاحتلال في مخيم جنين.
وأصيب 7 جنود ومستوطنين رشقا بالحجارة والمفرقعات النارية في نابلس وقلقيلية، وبالرصاص في مستوطنة "بيت إيل".
رسم الشهداء الذين ارتقوا مدافعين عن الأرض والهوية لوحة عز وفخار لفلسطين التي رووها بدمائهم الزكية الطاهرة، هؤلاء جميعاً ارتقوا على يد قوات الاحتلال الصهيوني، ليقولوا للعالم إن فلسطين لا يمكن تحريرها إلا عبر هذه الدماء الطاهرة التي قدمها شعبنا على مدار مائة عام، وما زال الجرح مفتوحاً طالما بقي المحتل جاثماً على أرضنا.
ما يحدث في ضفة العياش ومدينة القدس مؤخراً من هبة الشباب الثائر المرابط للدفاع عن المسجد الأقصى الذي يتعرض لاقتحامات ممنهجة ومدفوعة ومحمية من حكومة الاحتلال الصهيوني التي تسعى لفرض واقع جديد يشرّع من خلاله الوجود الصهيوني المتطرف في ساحات المسجد الأقصى، ويعطي غلاة المستوطنين الحق في تدنيس الأقصى للوصول إلى المخطط الرامي إلى التقسيم الزماني والمكاني بين المسلمين والصهاينة لقبلة المسلمين الأولى.
إن هذه الهبة المباركة لشباب الضفة والقدس يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن أهل فلسطين يستطيعون الدفاع عنها ورد العدوان المستمر دون توقف، فهم انتصروا في جميع المواجهات مع الصهاينة بل وحفظوا للمسجد الأقصى قدسيته، كما انتصرت المقاومة في معركة الدفاع عن الكرامة الفلسطينية، بل قدم الأبطال أرواحهم الطاهرة الزكية من أجل أن يحيا شعبنا بحرية بعيدا عن نير المحتل الصهيوني الغاشم.
وأمام هذه اللوحة المشرفة التي شهدها وشاهدها العالم أجمع نقول لا بد من وقف التطبيع وهرولة بعض الأنظمة العربية لفتح عواصمها لقادة الاحتلال، في مشهد سيسجله التاريخ في صفحات الخزي والعار، ولا بد من الوقوف مع الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في وجه المحتل ودعم أهلنا في مدينة القدس والضفة والداخل المحتل، سيما الدعم المعنوي والسياسي والإعلامي الذي يعزز صمودهم ويقرّب يوم النصر والتحرير الذي بات أقرب من أي وقت مضى.