لاقى إقبال المقدسيين بمخيم شعفاط شرقي مدينة القدس المحتلة على حلاقة شعر رؤوسهم لتعمية الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمنه عن الشاب مُنفّذ عملية شعفاط التي أدت إلى مقتل مجندة وإصابة آخرين بجروح خطِرة، إقبالًا واسعًا في صفوف الشباب بالمخيم وخارجه.
وتزامن حلق الشبان شعر رؤوسهم تشبُّهًا بصفات مُنفّذ العملية، وترديد اسمه، والتواجد في الأماكن التي يقصدها جيش الاحتلال، في محاولةٍ منهم للتمويه عليه، وتعقيد عمليات البحث عنه وعرقلة ملاحقته.
ويزعم الاحتلال أنّ منفذ عملية إطلاق النار على حاجز مخيم شعفاط السبت قبل الماضي هو الشاب عدي التميمي (22 عامًا) وهو "أصلع الرأس".
ومخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين يقع حاليًّا على مساحة 203 دونمات، في أراضٍ تقع ما بين قريتي عناتا وشعفاط ضمن حدود مدينة القدس والضفة الغربية المحتلتين.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل أول من أمس فيديوهات لشبان في صالون حلاقة بمخيم شعفاط والأحياء المجاورة، وهم يحلقون رؤوسهم لإسناد منفذ العلمية.
نسيج متجانس
وأوضح ناشط مقدسي من المخيم لصحيفة "فلسطين" أنّ حلاقة الشعر وترديد اسم "عدي الذي يزعم الاحتلال مسؤوليته عن تنفيذ العملية، والتواجد في الأماكن التي يقصدها جيشه، باتت الشغل الشاغل لسكان المخيم في محاولة منهم للتمويه وتعقيد عملية البحث عنه.
وأكد المقدسي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه بسبب حملات الاعتقال ضد الأهالي والنشطاء، أنّ أهالي المخيم "يربطهم نسيجًا متجانسًا بكل معنى الكلمة في التصدي لاعتداءات واقتحامات الاحتلال، ومنعه من اعتقال الشبان".
وعدَّ إقبال أهالي المخيم على صالونات الحلاقة و"حلق رؤوسهم على الصفر" يأتي لإيمانهم المطلق بعدالة قضيتهم ومشروعية المقاومة والتصدي للاحتلال بشتى السبل، وحماية منفذ العملية ومنع الجيش من الوصول إليه.
وذكر أنّ حلاقة الشباب رؤوسهم واحتشادهم أمام جيش الاحتلال والتواجد في الأماكن التي يقصدها وترديد اسم "عدي" يُشتّت جهوده ويجعله في حيرة من أمره، ويُصعّب مهمته في الوصول إلى مُنفّذ العملية.
ونبّه إلى أنّ الأهالي لم يتوانوا في ابتكار الوسائل والأساليب للتصدي لجيش الاحتلال وحماية أبناء المخيم من الاعتقال، ما يؤكد أنّ السكان يدعمون ويساندون المقاومة ولن يتنازلوا عن حقوقهم في الدفاع عن أرضهم.
إبداعات شبابية
وأكد رئيس اللجنة الشعبية لخدمات اللاجئين في المخيم محمود الشيخ أنّ صمود وتمسُّك وترابط الأهالي سيفشل مخططات الاحتلال العنصرية الرامية للنيل من المقدسيين.
وعدَّ الشيخ في حديث لـ"فلسطين" مشهد حلاقة أبناء المخيم والمخيمات المجاورة شعر الرأس باتت موضةً، لا سيما بعد ورود أنباء أنّ منفذ عملية شعفاط كان "أصلعًا"، مضيفًا أنّ ما يحدث أحد الإبداعات الشبابية في التصدي للاحتلال.
وأوضح أنّ الهدف من حلاقة الرأس هو تعقيد عملية البحث عن منفذ العملية ومنع الوصول إليه، لافتًا إلى أنّ أهالي المخيم يتضامنون معًا ويعملون على إفشال مخططات الاحتلال في اعتقال شبابهم أو النيل منهم.
وأشار إلى أنّ سكان المخيم في حالة تأهُّب قصوى خشية اقتحام المخيم وتنفيذ عمليات اعتقال أو المكر بسكانه خاصة بعد فكاك الحصار عنه مساء الخميس الماضي "فالأهالي قسموا أنفسهم نصفين، نصف ينام في النهار وآخر في الليل، ليتصدوا للاحتلال ويُفشلون محاولاته سواء بتنفيذ اعتقالات أو الاعتداء على السكان".
وحثّ الشيخ سكان المخيمات المجاورة لإسناد أهالي شعفاط، والتصدي لمحاولات الاحتلال النيل من صمودهم والاستفراد بهم، والعمل على إفشال مخططاته، وإزالة الحاجز المقام على أبوابه.